|    English   |    [email protected]

ما بعد الضربة الأميركية

الأحد 22 يونيو 2025 |منذ 6 ساعات
الشيخ/ علوي الباشا بن زبع

الشيخ/ علوي الباشا بن زبع

حاولت الإدارة الأميركية، فيما يبدو، أن تمارس ضغوطًا هائلة على النظام الإيراني لدفعه نحو تسوية تفكك كامل البرنامج النووي وبرنامج التطوير الصاروخي.
‏وقد بلغت هذه الضغوط، التي يقودها الرئيس ترامب، ذروتها حتى انتهت بالضربة الأميركية الأولى التي استهدفت المنشآت الثلاث الأهم في البرنامج الإيراني.

‏ومن المرجح أن تتبع هذه الضربة ضربات أشد، وذلك في أعقاب تقييم البنتاغون للموقف، خصوصًا بعد أن سارعت إيران إلى إطلاق تصريحات توحي بأن الأضرار كانت محدودة.

‏لا يبدو أن النظام الإيراني يختلف كثيرًا، حتى الآن، في موقفه ومبادراته، عن تشدد النظام العراقي بعيد احتلال الكويت، كما أن الاجتماع الأوروبي مع عراقجي لم يُسفر عن نتائج توقف التصعيد، تمامًا كما فشلت المفاوضات السابقة مع طارق عزيز.
‏النتائج متشابهة: كلا النظامين يجران عربة الحرب نحو المزيد من الدمار، ومن ثم يبحثان عن حلول بعد أن يخسرا الهيبة والقوة معًا.

‏لكن الأهم من هذا المشهد، هو ما الذي سيأتي بعد الضربة الأميركية التي استهدفت فوردو ونطنز وأصفهان فجر اليوم.

‏هل نحن أمام تصعيد شامل تقرر فيه إيران توسيع المعركة، واستنفار أذرعها في المنطقة لتنفيذ ردود متعددة الأطراف؟
‏هل ستُهدَّد الملاحة الدولية من جديد؟
‏هل ستُعاد محاولات إغلاق مضيقي هرمز والبحر الأحمر؟
‏هل سنشهد هجمات على قواعد أميركية في المنطقة، بما يفتح الباب لحرب شاملة؟
‏أم أننا أمام احتمال بروز البراغماتية الإيرانية، التي قد تسعى لامتصاص الضربة وضبط إيقاع المعركة، تفاديًا لانزلاق الحرب إلى سيناريو إسقاط النظام؟

‏ربما الإجابة على هذا التساؤل تحتاج بعض الوقت للحكم على النوايا الإيرانية، والتي باتت تمتلك اليوم قرار التصعيد أو التهدئة.
‏وفي كلتا الحالتين، تبقى مشاهد خيمة صفوان 1991 ومطار بغداد 2003 هي الصورة الأقرب لما قد تؤول إليه هذه الحرب الصعبة.