بران برس:
كشفت محاضر سرية نشرت مضمونها منصة متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة، الجمعة 26 يوليو/تموز 2024م، عن تكليف 6 من قيادات جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، بمهمة تحقيق التوسّع الإيراني في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.
ووفقاً لتقرير نشرته المنصة المتخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C)، اطلع عليه “برّان برس”، فإن مهمة القيادات الحوثية تكمن في تحقيق التوسع الإيراني في أفريقيا، وهو مشروع تديره بشكل مباشر قوات الحرس الثوري الإيراني بتنسيق مع حزب الله اللبناني.
وذكرت المنصة أن القيادات التي تتولى مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي والسيطرة على ممرات الملاحة الدولية، هي (عبد الواحد أبو راس، ورئيس جهاز الأمن القومي الحوثي عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم).
بينما أشارت إلى الدور الذي يلعبه الشخص السادس، وهو نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، "حسين العزّي" من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.
أبو رأس
وقالت المنصة في تقريرها إن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي “أبو حسين”، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، وتولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في الحرس الثوري الإيراني.
أما عن أبرز الملفات التي يعمل عليها “أبو راس”، وفق التقرير، فتتمثل في التنسيق مع عناصر الحرس الثوري الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر الحرس الثوري وحزب الله من وإلى اليمن.
وقال التقرير إن "أبو راس" توارى عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة الحرس الثوري الإيراني.
حسن الكحلاني
إلى جانب “أبو راس”، يأتي القيادي “حسن أحمد الكحلاني”، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته “أبو شهيد”، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.
وطبقاً للتقرير، كان “الكحلاني” من “خلية صنعاء الإرهابية” التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.
ويعمل “حسن الكحلاني” حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ“الحرس الثوري الإيراني”، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.
أبو خليل
ويقول التقرير، إن القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل)، هو المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، وقد كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).
وأشار إلى أن "العفاري” يعمل على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.
وذكر أن “العفاري”، يعد المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.
أبو شهيد
أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع إلى القرن الأفريقي، فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي.
وتتلخّص مهمة “المأخذي” في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.
أهداف المشروع
وقال التقرير، إن الوثائق التي حصل عليها، أشارت إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا وذلك "لإنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية".
كما احتوى على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في “الحرس الثوري” الإيراني المدعو “أبو مهدي“، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم “الشباب المجاهدين” الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.
في السياق، أورد تقرير المنصة المتخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، “تاجو شريف“، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.