استقبلت قبيلة "الصعاترة" إحدى قبائل مراد بمحافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، السبت 31 مايو/أيار 2025م، وفدًا قبليًا من مشايخ ووجهاء مديريات الشعر والمنار والسدة بمحافظة إب (وسط)، قدم إلى القبيلة لتحكيمها في حادث وفاة ابنها الطفل كهلان سالم عبدالله علي المسن، إثر حادثٍ مروري. 

ووفقًا لمصادر قبلية تحدّثت لـ"بران برس"، أعلن والد الطفل، الحاج عبدالله علي المسن، خلال اللقاء، تنازله الكامل وعفوه التام عن القضية، في موقفٍ جسّد معاني التسامح والتعالي على الجراح، رغم الألم الكبير الذي خلّفه فقدان فلذة كبده. 

المصادر أشارت إلى أن هذا الموقف الذي وصف بـ"النبيل" قوبل بإشادة واسعة من الحاضرين، الذين عبّروا عن إعجابهم بكرم أخلاق والد الطفل وسعة صدره، معتبرين قراره "تجسيدًا حقيقيًا لقيم التضحية، ودليلًا على وعي ناضج بأهمية السلم الأهلي وحل الخلافات بطرق حضارية وإنسانية". 

وأكد عدد من المشائخ والوجهاء المشاركين أن هذا العفو "يُسهم في تعزيز ثقافة التسامح والتراحم بين القبائل، ويقوّي أواصر المحبة والتكافل في المجتمع"، داعيين إلى الاقتداء بهذا النموذج في التعامل مع الحوادث والنزاعات.