بران برس:
قال رئيس مجلس الشورى اليمني، النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام "أحمد عبيد بن دغر" السبت 24 أغسطس/ آب 2024، إن “أحزاب عربية شكلت السلطة أو شكلتها السلطة فيما نجح المؤتمر الشعبي العام حتى الآن في الحفاظ على وجوده رغم الانقسامات الخطيرة التي خلقتها ظروف الانقلاب والحرب”.
جاء ذلك في كلمة مسجلة لـ“بن دغر”، عرضت في الحفل الخطابي الذي أقيم اليوم في محافظة مأرب (شمال شرقي البلاد) بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وإقرار الميثاق الوطني.
وأشار “بن دغر” إلى أن الحفاظ على وجود الحزب لم يقترن بموقف سياسي واحد، فقد تعددت مراكز القيادة وتنوعت مصادر القرار، وعلينا الآن تجاوز هذه الثغرة المهددة للحفاظ على هذا الكيان التاريخي.
وقال: "إنها مسؤولية أخرى أمام القيادات الحزبية التي ينبغي عليها استشعار المسؤولية الوطنية، داعياً إلى تجاوز حالة الشتات في المؤتمر واستعادة وحدة القيادة والقرار".
وأضاف: "إنه لأمر مؤسف أن نجد في المحافظة الواحدة أكثر من فرع للمؤتمر، بصرف النظر من المصيب أو المخطئ فهذه الظاهرة تدل على خلل ما ينبغي إصلاحه".
وذكر النائب الأول لرئيس المؤتمر أن عودة "أحمد علي عبدالله صالح" بعد رفع العقوبات عنه، “فرصة سانحة للم الشمل”، وقال: "يحدونا الأمل في وحدة حزبية مبنية على احترام الميثاق الوطني، ورفض الانقلاب الحوثي، والاعتراف بالشرعية لمن استطاع إلى ذلك سبيلا، فحول هذه المبادئ تتحدد المواقف، وتتحدد السياسات المؤتمرية".
واعتبر احتضان محافظة مأرب للاحتفال المركزي لذكرى تأسيس المؤتمر، بأنه “تقدير للمحافظة الجبهة التي تدافع عن نصف اليمن، وتضحيات أهلها البواسل، ومن آزرهم من المحافظات الأخرى، ودعماً للجيش الوطني ورجاله الذين يتصدرون المشهد المكافح في أحد جبهات المقاومة الكبرى للانقلاب، الجيش الذي يرهبه العدو وقد عرفه زاحفًا ومطلًا على صنعاء من جبال نهم".
وعبر عن تقديره لقيادة مأرب المحلية و“رمزها الوطني” الشيخ سلطان العرادة نائب رئيس مجلس القيادة، ومحافظ المحافظة، الذي قال إنه “قاد باقتدار وحكمة نهضتها التنموية التي تثير الدهشة والاعجاب، كحالة مميزة ومتفردة".
واردف: "تعود ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام اليوم في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد، لقد مضى عقد كامل من السنين على الانقلاب الحوثي على الشرعية، تعرضت خلاله الجمهورية اليمنية لمخاطر عديدة مازالت قائمة، حيث تمكنت الإمامة في صيغتها الحوثية الممقوتة من السيطرة على أجزاء من وطننا الحبيب، وعاد التخلف بمضامينه الثقافية العنصرية يطل بوجهه الخبيث على حياتنا".
ولفت إلى إن "عشر سنوات من الصراع في مواجهة الانقلاب، خَلقت واقعًا مؤلمًا وأعادت اليمن إلى عهود ما قبل سبتمبر، وحتى ما قبل الاستقلال الأول" مشيراً إلى إن الحوثيين دمروا بنهجهم العدواني الإرهابي العنصري السلالي إمكانيات بلدنا وقدراته الاقتصادية، ومَزَّق الحوثيون لحمته الاجتماعية وتعرضت ثقافتنا الوطنية وهويتنا الجامعة للعبث والتزييف".
واشار إلى أن الحوثيين وضعوا اليمن على حافة الانهيار. وقال إن “أخطر المخاطر التي تواجهنا شعبًا وحكومة وشرعية ومقاومة وجيشًا وطنيًا أنهم زرعوا الأحقاد في مجتمعنا بعدما شُفي منها بقيام الجمهورية، وبعدما استعاد اليمنيون وحدتهم بانتصار ثورتي 26 سبتمبر في الشمال و14 أكتوبر في الجنوب. إنهم ودون اعتبار لمصالح شعبنا يعرضون وحدة بلدنا لخطر التقسيم بمحاولتهم استعادة الإمامة البغيضة".
وفي خطابه ذكر “بن دغر” إلى إن الأقدار وضعت المؤتمر الشعبي أمام اختبار صعب، فهو إلى جانب القوى الوطنية الأخرى وفي تحالف وثيق معها، معني بالحفاظ على منجزات الثورة اليمنية، ومعني بالدفاع عن تراثه الوحدوي الديمقراطي، وهو بكل الأحوال معني بالدفاع منجزات شعبنا قبل الوحدة وبعدها وحتى اليوم".
وقال: "هذا أمر لا يتحقق إلا بمواجهة الانقلاب الحوثي وهزيمته. وقطع يد التدخل الإيراني في بلدنا، وكفهم عن العبث بأمننا واستقرارنا وأمن المنطقة واستقرارها، لقد بات الإيرانيون خطرًا حقيقيًا داهمًا يثير الفوضى في بلداننا العربية".
وأضاف: "إننا نواجه الانقلاب الحوثي، ونقاوم النزوع الإيراني للسيطرة على اليمن في ظل تحالف عربي واسع بقيادة المملكة العربية السعودية، لقد وقف الأشقاء إلى جانبنا، ساندونا في معركتنا المصيرية لاستعادة الدولة، الدولة التي رسمنا ملامحها الاتحادية طوعيًا في مؤتمر الحوار الوطني، وغدت هدفًا للمخلصين من أبناء اليمن الذين ينشدون الحرية والعدالة والمساواة. ويحرصون على يمنهم موحدًا وآمنًا ومستقرًا".
وتطرق رئيس مجلس الشورى إلى مخرجات الحوار الوطني، وأن مضمونها كان "هو الذهاب نحو بناء دولة اتحادية ضامنه للحقوق والحريات، وعادلة في توزيع السلطة والثروة" داعياَ قواعد وقيادات المؤتمر الانتصار لمشروع لدولة الاتحادية الذي يمثل مخرجًا وطنيًا جامعًا من أزمة الدولة والمجتمع المستحكمة.
وذكّر كل القيادات المؤتمرية ومثقفي المؤتمر ورموزه أن قرار الدولة الاتحادية “كان قرارًا مؤتمريًا في أساسه، بل هو أكثر القرارات أهمية التي اتخذها المؤتمر وقد سلم السلطة وقبل بالشراكة فيها، وأن الخلاف حول عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية أو تسمياتها او حدودها ليس حجة كافية في رفضها، أو الرجوع عنها بعد التوافق الوطني حولها".
وأكد أن مخرجات الوطني، مثلت “مستوى رفيع من نضج التفكير السياسي في اليمن، وكانت التعبير الأصدق عن الموقف الوطني الموحد إزاء أزمة النظام السياسي، التي كان أبرز مظاهرها قضية صعدة وقضية الجنوب وأزمة المجتمع، وحلًا عادلًا لأمرين هامين هما التوزيع العادل للسلطة والثروة".
وأشار إلى أن التمسك بمخرجات الحوار الوطني وفي جوهرها دولة اتحادية من أقاليم في مواجهة المشاريع الأخرى يمثل شكلًا نضاليًا وكفاحيا آخر للمخلصين من أبناء اليمن"، مبيناً أن الدولة الاتحادية هي "المشروع الوحيد القادر على مواجهة المد الإمامي العنصري السلالي في بلدنا، وهي المشروع الوحيد القادر على احتواء التناقضات الاجتماعية التي أنتجت قدرًا من الصراعات الحادة".
إلى ذلك تحدث "بن دغر" عن خارطة الطريق، وقال: "قد بلغت الأحوال في اليمن حدًا يدرك الجميع فيه إن السلام العادل المتوافق عليه يمنيًا بات ضرورة، وأن طرفًا بذاته لا يمكنه أن يحكم اليمن، أو يفرض قناعاته السياسية أو الأيدلوجية وخاصة إن كان في مثل هذه القناعات دعوة ظاهرة أو مستترة بالعودة للعبودية، أياً كان مصدرها، مهما أوتي من قوة، نحن ننشد يمنًا مستقرًا، متصالحًا مع نفسه، ومتصالحًا مع جيرانه، وذلك نهجنا في الشرعية وتوجهنا في المؤتمر الشعبي العام".
وصباح اليوم، شهدت مدينة مأرب حفلًا خطابيًا بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، وإقرار الميثاق الوطني، نظمه فرع الحزب في المحافظة، شهد حضوراً لقيادات في السلطة المحلية، وعدد من محافظي المحافظات، والقيادات العسكرية والأمنية، والاحزاب السياسية، ومدراء عموم المكاتب الحكومية، ومدراء المديريات، والمشائخ والشخصيات الإجتماعية، وقيادات نسائية من كافة القوى السياسية، وجمع غفير من المواطنين وأعضاء المؤتمر الشعبي العام.