|    English   |    [email protected]

تحليل دولي: استفزازات الحوثيين الأخيرة أقلقت الغرب وذكرته بـ"طالبان"

الاثنين 2 سبتمبر 2024 |منذ شهرين
أرشيفية أرشيفية

بران برس - ترجمة خاصة:

قال تحليل دولي، الأحد 1 سبتمبر/ أيلول 2024 إن سلوك جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم ظل يحظى لسنوات بتسامح على الساحة الدولية، مشيراً إلى أن الاستفزازات الأخيرة ومنها اعتقال موظفين أممين ودوليين، بأنها أوجدت قلقاً لدى الغرب.

التحليل الذي كتبه، "قسطنطين جروند" رئيس مكاتب مؤسسة “فريدريش إيبرت” في السودان واليمن، ونشره في موقع "السياسة والمجتمع الدولي"، أكد أن “تصعيد واستفزاز الحوثيين وفق خطة مدروسة من الجماعة التي تنفذ منذ عشر سنوات عمليات المضايقة والمصادرة واعتقال المعارضين السياسيين وإقامة نظام إرهابي حقيقي ضد سكان البلاد”. 

ويرى معد التحليل الذي ترجمه إلى العربية “برّان برس”، أن بعض الأمور لدى الحوثيين تذكره بطالبان، في أفغانستان، لافتاً إلى إنه تم التراجع بشكل منهجي عن الإنجازات السابقة مثل البرلمان الفعال وحرية الصحافة أو الالتحاق بالمدارس للجميع، مع إلقاء اللوم في الغالب على المعارضين الخارجيين المزعومين.

وأشار إلى احتجاز الجماعة لنحو 60 موظفاً محلياً من موظفي المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة، اللذين قال إنه تم اختطافهم ولا أحد يعلم مكانهم، ولا يستطيعون الوصول إلى المحامين أو الأدوية.

وقال إن أولئك المختطفين في معزل عن العالم الخارجي، مضيفا: "من غير المألوف أن يتم اعتراض الموظفين الدوليين ومضايقتهم في بعض الأحيان في بعض الأجزاء الأخرى من العالم، فإن موجة الاختطاف التي نفذها الحوثيون في العاصمة صنعاء منذ مايو/أيار غير مسبوقة. ولم يتأثر العمال الدوليون... حتى الآن".

وبيّن أن الحوثيين بدلاً من التركيز على التنمية الاقتصادية لبلد في حالة خراب، تم فرض ضرائب حرب جديدة، أولئك الذين لا يدفعون يواجهون السجن، في الوقت نفسه، ينتظر الموظفون العموميون في الأراضي التي يحتلها الحوثيون رواتبهم لسنوات، 

وقال: "يتم إفقار شمال غرب اليمن بشكل منهجي، ويقدر الخبراء الآن أن حوالي 90 في المائة من الناس هناك يعيشون في فقر وهو رقم قياسي عالمي".

وأشار إلى أن تعطيل الحوثيين عمداً للشحن في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023ـ وقال "وفي هذا الأسبوع فقط ورد أنهم هاجموا ناقلة النفط اليونانية "سونيون"، وتضررت ما لا يقل عن 30 سفينة بسبب هجمات الطائرات بدون طيار، مما تسبب في غرق اثنتين منها".

وذكر التحليل الاستهداف المتزايد للحوثيين على المنظمات التي تقدم المساعدات، مشيراً إلى مزاعم الجماعة باكتشافها شبكة تجسس إسرائيلية أمريكية في اليمن، وقال "نشروا مقاطع فيديو لاعترافات مزعومة من موظفين سابقين في السفارة الأمريكية في صنعاء، وعززوا ذلك بصور مثيرة للإعجاب على الشبكات الاجتماعية وقنواتهم التلفزيونية، والتي تضم شعارات الشركاء الدوليين، بما في ذلك الألمان، كجزء من حلقة التجسس هذه".

وأردف: "وفي أوائل أغسطس/آب، اقتحم الحوثيون مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في صنعاء، وصادروا المركبات والأثاث والخوادم ــ وهو أمر نادر الحدوث. وسرعان ما تلت ذلك موجة من عمليات الاختطاف".

وأشار إلى إن عمليات الاختطاف ليست استراتيجية جديدة للحوثيين، فقد اختطفوا عمالا محليين من قبل في عامي 2019 و2023. ولكن تكثيف عمليات الاختطاف هذه كان له تأثير سياسي هائل في اليمن، ولا يتعلق الأمر كثيرا بالأفراد الستين الذين يستخدمهم الحوثيون حاليا كأوراق مساومة، بل يتعلق بالشكوك التي أثيرت حول الشراكات الدولية ككل، فاليمنيون العاملون لدى المنظمات الدولية يخوضون مخاطر أكبر فأكبر مع مرور كل شهر.

أما عن قلق الدول الغربية من الاستفزاز الأخير للحوثيين قال إنها “قد عبرت عن مخاوفها مراراً”، مشيرا إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج وصف الوضع بدقة وقوة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 يوليو 2024، بقوله "إن مسار التطور في اليمن إذا تُرِك دون معالجة فقد يصل إلى نقطة تحول".

وتابع: “على الرغم من كل المشاعر، فإن الاستجابة العالمية لأفعال الحوثيين تظل معتدلة بشكل مدهش. ما كان في السابق خطوطًا حمراء أصبح في البداية ورديًا، قبل أن يتلاشى تمامًا".

وقال: "في السنوات الأخيرة، استسلم المجتمع الدولي لأي مطلب جديد قدمه الحوثيون وتجاهل بشكل روتيني انتهاكاتهم للحريات الفردية أو وصم المساعدات الدولية".

وأضاف "لا يمكن ترك الناس للدفاع عن أنفسهم في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الكارثية، ولكن على قدم المساواة، لا نريد إبعاد الحوثيين عن الحوار السياسي الجاري، على ما يبدو. وعلى الرغم من كل هذا التصعيد، استمر الغرب في إظهار التفهم تجاه الحوثيين ودعمهم بشكل غير مباشر".

وأشار إلى إن سياسة استرضاء الحوثيين أدت إلى تعزيز قاعدة قوتهم وإعطائهم الانطباع بأنهم يفعلون الشيء الصحيح. وقال: "لقد تمكنوا من إرسال مبعوثين إلى التجمعات الدولية واستخدام قنوات الاتصال غير الرسمية لإشراك آخرين في المحادثات أو المفاوضات نيابة عنهم، وقد أدى هذا إلى انتهاك حتى أصغر الاتفاقات الملموسة باستمرار، في حين يظل الشركاء الدوليون صامتين".

ووفق التحليل اعتاد المراقبون السياسيون الدوليون على الارتباك والفوضى المتزايدة، والتعود على غير العادي أو غير المعتاد يؤدي أحيانًا إلى قبوله، بالنسبة لليمن، هذا يعني حركة دينية قبلية تتعزز في دولة، بينما نشاهد اليمن ينهار وينجرف إلى المجهول بحركة بطيئة".

وقال: "إننا نستطيع أن نتحمل بكل نشاط انتقال بلد إلى حالة أخرى من الوجود، شريطة ألا نغفل عن العواقب. وإلا فلن يكون بوسعنا أن نوقف هذا القطار إلا من خلال جهد دبلوماسي ضخم وسياسة أمنية قوية، ولكننا في احتياج إلى إعادة هذه الخطوط الحمراء إلى ما كانت عليه في السابق: نقاط انطلاق واضحة لاستجابة حقيقية في السياسة الخارجية من شأنها أن تسهل التعامل مع الموقف في حد ذاته وتحشد الشجاعة اللازمة للقيام بذلك. ومن المؤكد أن المختطفين الستين سوف يرحبون بالقيام بجهد أكبر".


 

مواضيع ذات صلة