بران برس:
حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الخميس 12 سبتمبر/أيلول 2024، من حدوث تسرب نفطي “خطير”، وكارثة بيئية “غير مسبوقة” جراء استهداف جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب لناقلة النفط اليونانية أواخر الشهر الماضي.
جاء ذلك، في إحاطته الشهرية التي قدمها اليوم إلى مجلس الأمن الدولي، حول آخر التطورات وجهود السلام في اليمن، والتي قال فيها: “من التطورات المثيرة للقلق بشكل خاص مؤخراً هو استهداف أنصار الله (الحوثيين) لناقلة النفط اليونانية "M.V. Sounion"، ما أجبر الطاقم على التخلي عن السفينة، ويُعد ذاك تهديداً وشيكاً بحدوث تسرب نفطي خطير وكارثة بيئية غير مسبوقة”.
والناقلة “سونيون” المسجلة في اليونان تشكل خطرا بيئيا بعد تعرضها لأضرار في هجوم نفذته قوات الحوثيين، في 21 أغسطس/آب المنصرم، حيث تحمل الناقلة نحو مليون برميل من النفط الخام، وذكر الحوثيون أنهم لغموا الناقلة بالمتفجرات.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وعسكريًا، قال المبعوث الأممي إنه “لم يطرأ أي تحسن على الوضع العسكري منذ إحاطته الأخيرة حيث لا نزال نلاحظ أنشطة عسكرية مثيرة للقلق على خطوط الجبهات، إلى جانب تصاعد الخطاب بين الأطراف المتنازعة”.
واقتصاديًا، قال إنه “ساهم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف في 23 يوليو بشأن خفض التصعيد الاقتصادي في تفادي أزمة حادة. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي غير مستقر، والأوضاع الاقتصادية لأغلبية اليمنيين تستمر في التدهور”.
وفي ظل هذه الظروف التي وصفها بـ“الصعبة”، قال المبعوث الأممي: “يبقى هدفي الرئيسي هو التوسط للتوصل إلى حل دائم وعادل للنزاع في اليمن. ولكن للأسف، فإن الحرب المستمرة في غزة، والتصعيد الإقليمي المرتبط بها، يعقدان من هذه الجهود”.
وأضاف: “يُبرز اليوم الدولي للسلام، والذي سنحييه في 21 من سبتمبر، مسؤوليتنا المشتركة في إعطاء الأولوية للسلام وتعزيز الاستقرار في اليمن”. وقال إن “هذه ليست مجرد مناسبة رمزية؛ بل هي دعوة للعمل. فالشعب اليمني يستحق السلام الذي طالما انتظروه”.
وأكد استعداد مكتبه “لإجراء مزيد من المشاورات مع الأحزاب السياسية والمجتمع المدني لتعزيز رؤية لعملية سلام شاملة في اليمن. حتى الآن، ضمت هذه المشاورات مئات اليمنيين”.
كما أكد غروندبرغ، استمراره في العمل “بعزيمة لا تلين. وعلى وجه التحديد، سيعمل مكتبي على مساعدة الأطراف في تنفيذ التفاهم الذي تم التوصل إليه في يوليو بشأن خفض التصعيد في القطاع المصرفي وشركة طيران اليمنية، من خلال استمرار التواصل مع الممثلين المعنيين”.
وبشأن الاختطافات، قال: “مضى أكثر من مئة يوم منذ أن بدأت أنصار الله (الحوثيين) حملة اعتقالات استهدفت اليمنيين المنخرطين في جهود أساسية تشمل المساعدات الإنسانية، التنمية، حقوق الإنسان، بناء السلام، والتعليم”.
وجدد المبعوث الأممي، في هذا السياق، دعوات الأمين العام والمفوض السامي لحقوق الإنسان الواضحة للحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين.