|    English   |    [email protected]

طابور الصباح في مدارس تعز.. ثورة وعي جمهوري في وجه الإمامة الجديدة (تقرير)

السبت 26 أكتوبر 2024 |منذ 5 ساعات
بران برس بران برس

أعد التقرير لـ“برّان برس”- ضيف الله الصوفي:

وأنت تمر بجوار إحدى مدارس مدينة تعز، ستدرك للوهلة الأولى أن ثمة دور كبير يؤديه طابور الصباح، فالهتافات الثورية والأناشيد الوطنية جزء من الروتين اليومي لآلاف الطلبة الذين يرتادون تلك المدارس.

فمع بداية كل يوم، يتجمع الطلاب لتأدية طابور الصباح، ويتغنون بثورة 26 سبتمبر باعتبارها حدثًا فارقًا وانجازًا عظيمًا في تاريخ اليمن، ويستعرضون في الإذاعة المدرسية مواقف المناضلين الأحرار، وتضحيات الثوار الأوائل في مختلف امتداد مراحل التحرر الوطني وصولًا إلى قيام الجمهورية وتحقيق الوحدة الوطنية.

ومع ظهور الموجة الإمامية الارتدادية المتمثلة في جماعة الحوثي، فإن هذا الطابور لم يعد مجرد نشاط بدني أو ترتيب للصفوف المدرسية، وإنما حراك شعبي يومي يعكس روح الثورة والتمرد ضد الظلم والاستبداد.

ذكرى ثورة عظيمة

الأستاذة أشواق الأصبحي، مدربة احتفالات مدرسية بتعز، تقول إنه “منذ بداية شهر سبتمبر المجيد، الذي يطل علينا كل عام، وكلنا شوق إليه، شوق لإحياء ذكرى الثورة العظيمة.. شوق لرفع روح المعنوية والروح الوطنية لدى طالباتنا في جميع المراحل الدراسية”. 

وتضيف في حديثها لـ“بران برس”: “نسعى دائمًا لإحياء ثورة 26 سبتمبر في نفوس هذه الأجيال المحبة للبلد، والساعية لرفعة الوطن، وإعلاء كلمته، ومواجهة الإمامة بنسختيها الحالية والبائدة”.

حصن منيع 

من جانبه، عبّر المعلم “صلاح غالب”، عن إعجابه بالاحتفالات الوطنية الاستثنائية في مدارس محافظة تعز بالمناسبات الوطنية، وبالأخص ذكرى ثورة 26 سبتمبر. 

وقال في حديثه لـ“بران برس” إن “هذا الأمر مهم للغاية أن تزرع الثقافة الوطنية في أبناء اليمن والجيل القادم”. مؤكدًا أن “الثقافة الوطنية هي حصن منيع أمام مشاريع الطائفية والسلالية الكهنوتية والمناطقية والعنصرية".

وأكد المعلم صلاح، أهمية الطابور المدرسي، وقال إنه “اليوم يؤدي مهمة أكبر من النشاط البدني والانضباط الطلابي في المدرسة”.

ومؤخرًا، قال إن الطابور “أصبح يؤدي مهمة توعية وطنية خلال احتفالات المدارس بالمناسبات الوطنية، والتي يتم تصويرها ونشرها في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ليحتفل معهم جميع أبناء اليمن”.

تجسيد القيم الوطنية 

فيما قال مدير إدارة العلاقات العامة بمحافظة تعز، الصحفي سام البحيري، إن طابور الصباح “ساهم في تجسيد القيم الوطنية، وأيضًا التعاليم الإسلامية التي تمنع استعباد البشر”.

وأضاف في تصريح لـ“بران برس”، أن الطبلة يرددون في الطابور “الله ثم الوطن ثم الثورة، وهذه التعاليم التي تتردد على مسامع الطلبة ترفض التبعية، ترفض الكهنوتية، ترفض الإمامية”.

وإلى جانب ذلك، قال إن الطابور “يعمل على توحيد الهوية الوطنية، ونشر قيم المواطنة والولاء للوطن، ومقاومة الأفكار المتطرفة”. وكذا يساهم في “شحذ الهمم، ومنح الطلاب جرعة وطنية”.

وقال إن الطالب “يتربى على قيم وطنية جمهورية يردد في كل صباح”، وهذا يعنى برأيه أنه “لا يمكن لهذا الجيل أن يستكين أو يستسلم بالإمامة، فطابور الصباح أشبه بجرعة وطنية تعليمية تُزرع في نفوس الطلبة كالحصة الأولى”.

ركيزة أساسية

وتحدث الصحفي البحيري، عن الدور المهم للمدرسة في حماية النظام الجمهوري، وقال إنه دورها لا يقل عن الدور المقاوم المتمثل بالثوار الأحرار، فكانت أشبه بحلقة متكاملة بين المدرسة والجيش والصحيفة والإذاعة، في صناعة الوعي ورفض الاستعمار ومقاومته.

واعتبر “الطابور المدرسي ركيزة أساسية لصناعة الوعي”. وقال إن له “دور أساسي وكبير في صناعة الوعي الجمهوري، وترسيخ قيم الثورة والأهداف التي قامت من أجلها.

إضافة إلى “تعزيز الانتماء والولاء الوطني للدولة والجمهورية ورفض كل من يريد أن يُخضع هذا الشعب أو يسعى إلى حكمه بطريقة إمامية كهنوتية”.

ومنذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي هذا العام، أقامت غالبية المدارس بمدينة تعز التي تفرض عليها جماعة الحوثي حصاراً مميتًا منذ 10 سنوات، فعاليات احتفالية بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر 1962.

وبهذه الثورة أسقط اليمنيون حكم الإمامة في اليمن، الذي أمعن في الاستبداد وعزل اليمن عن العالم، وعرف بثالوث الجوع والجهل والمرض، وأقاموا النظام الجمهوري القائم على الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية.

ومنذ قيام الجمهورية، كان طابور الصباح ركيزة أولى من ركائز اليمن الجمهوري، ووسيلة مهمة لتعزيز الوعي الوطني بين الطلاب وجيل الشباب الصاعد، بما يسهم في تنمية الروح الوطنية وغرس الانتماء للجمهورية.

مواضيع ذات صلة