|    English   |    [email protected]

حصار وقصف.. "برّان برس" يروي تفاصيل عدوان الحوثيين على قرية "الحنكة" في البيضاء

الجمعة 10 يناير 2025 |منذ 10 ساعات
جزء من قرية "الحنكة" برداع - البيضاء جزء من قرية "الحنكة" برداع - البيضاء

برّان برس - وحدة الرصد:

في مكان ليس بعيداً عن قرية "الحنكة" آل مسعود في مديرية القريشية التابعة لقيفة برداع، محافظة البيضاء، (وسط اليمن)، وقفت دبابات وآليات الحوثيين، مع مسلحيهم، لتبدأ في قصف القرية ومن فيها بغير هوادة، غير آبهة بالأطفال والنساء، في مشهد ذكّر اليمنيين، بما يحدث في قطاع غزة، كما ذكرّهم كذلك، بمشاهد آخرى سابقة في مناطق أخرى في "رداع" ذاتها خلال الأشهر السابقة.

وطبقاً للمصادر المحلية، بدأ مسلحو جماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب، هجومهم الذي وصُف بـ "البربري" على قرية "الحنكة" مساء أمس الأربعاء ليتواصل طيلة اليوم الخميس 9 يناير/ كانون الثاني 2025، مستخدمين الأسلحة الثقيلة التي دّكت المنشآت الخاصة والعامة، كما استخدموا الطيران المسير في ضرب السكان.

وذكرت أن الأحداث تطورت بعد فرض الجماعة حصاراً خانقاً منذ أيام على القرية، التي تقع على بعد نحو 6 كيلو مترات، من مدينة رداع، كما لا يفصلها عن معسكر القصير إلا 2 كيلو متر، وبمقدار 3 كيلو مترات عن موقع أحرم العسكري المشهور.

وقالت إن الجماعة استقدمت حملة عسكرية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة، بمزاعم القبض على مطلوبين، رفض "آل مسعود" تسليمهم، وتزامن معها حملة واسعة في وسائل الإعلام التابعة لها، تطفح بتكفير أبناء المنطقة، وتتهمهم بالتخابر مع جهات أجنبية.

مع ذلك وفقاً للمعلومات، واجه القبائل هجوم الحوثيين، بما لديها من أسلحة شخصية، إلا أن مسلحي الجماعة كثفوا بدورهم من قصف القرية بالأسلحة الثقيلة والطيران المسير، ليمتد القصف على قرى مجاورة، تسبب بسقوط عدد من المدنيين.

ولاحقاً ومع استمرار القصف، تداول مواطنون على نحو واسع مقاطع مصورة عن مجريات الأحداث التي عاشتها قرية "الحنكة" والتي أظهرت جزءاً مما تعرض له الأهالي من استهداف أدى إلى تدمير منازل وعدد من المساجد.

وفي إحصائية أولية، قالت مصادر حقوقية، إن حصار الحوثيين وقصفهم العشوائي على قرية حنكة آل مسعود في قيفه أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة 12 آخرين، بينهم 3 نساء. 

وعن الأضرار المادية، أفاد مركز رصد للحقوق والتنمية بتضرر أكثر من 30 منزلاً بشكل جزئي بينما دمرت بشكل كامل 8 منازل بالإضافة إلى قصف وحرق مسجدين.

أما عن أسباب حملة الحوثيين على قرية "الحنكة" آل مسعود، فقد أرجعتها مصادر مطلعة، إلى "إصرار الحوثيين على اعتقال عدد من شباب المنطقة على أنهم مطلوبون أمنياً، على خلفية - كما تزعم الجماعة- نصب المطلوبين كميناً لطقم عسكري في المنطقة ما أدى إلى إصابة عنصرين حوثيين بجروح بليغة.

رواية أخرى لناشطين من "قيفة" أكدت أن الحوثيين يسعون إلى القبض على شباب من آل مسعود يقومون بتدريس القرآن، وأن الجماعة تحاول منع تحفيظ القرآن منذ فترة عبر مشرفيها في المنطقة، لذلك سيّرت حملتها المصحوبة بكل الأسلحة من أجل تركيع القرية وأبنائها، حد تعبيرهم.

كما أن الحوثيين، أفشلوا في الوقت نفسه كل مساعي مشائخ "قيفة" للتوصل لحل، حيث قاد عديد مشائخ وساطة بين آل مسعود والحوثيين، إلا أن تعنت الجماعة ونيتهم لاقتحام القرية أفشل ما سعت له الوساطة القبلية.

حكومياً، أكد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بأن الهجوم الوحشي الجديد من الحوثيين، على قرية "حنكة آل مسعود" في "قيفة"، "يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الجماعة ضد المدنيين الأبرياء".

وقال في تدوينة على حسابه في تطبيق "اكس"، اطلع عليها "برّان برس" إن الهجوم، "يؤكد مجدداً تعمد الحوثيين إراقة الدماء، ونشر الخراب والدمار في مناطق سيطرتهم، دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو حقوق الإنسان".

وأشار إلى أن الجماعة "عمدت إلى إرسال حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، استخدمت فيه قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى اضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد معاوية".

وطبقاً للإرياني، "يأتي الهجوم الوحشي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق تفرضه الجماعة منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها".

وأفاد بأن الهجوم ليس الأول من نوعه، "بل جزء من سلسلة هجمات دموية نفذها الحوثيون ضد العديد من القرى في المناطق التي تسيطر عليها"، لافتاً إلى أن تلك الهجمات أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، مما يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير حياة المدنيين، وترويعهم".

إزاء ذلك شدد وزير الإعلام ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فورا، بأن تبدأ عملية تصنيف مليشيا الحوثي كـ "جماعة إرهابية عالمية".

ودعا إلى محاكمة قيادات الحوثيين أمام المحاكم الجنائية الدولية على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها بحق المدنيين الأبرياء، بما في ذلك أنشطتها الإرهابية التي تمثل انتهاكا سافرا للقوانين والمواثيق الدولية.

حقوقياً، استنكرت منظمة "مساواة للحقوق والحريات" بشدة القصف العشوائي المكثف الذي تشنه جماعة الحوثي على أهالي قرية الحنكة بمنطقة قيفة، في رداع، مؤكدة أن القصف أسفر عن سقوط 13 مدنيًا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، وتدمير منازل وممتلكات.

ودعت في بيان، وصلت نسخة منه "برّان برس"، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات فورية وحازمة بحق جماعة الحوثي للضغط عليها، لوقف انتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء.

وفي الوقت ذاته، حمّلت المنظمة قيادة جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم المروعة بحق المدنيين الذي قالت إنها "تصنف ضمن جرائم الحرب ولا تسقط المسؤولية الجنائية عن مرتكبيها بالتقادم".


 

مواضيع ذات صلة