بران برس:
منذ مطلع العام الجاري، صعّدت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا في قوائم الإرهاب، عملياتها القتالية في عدد من المحافظات اليمنية، عقب هدوء ميداني لنحو 3 أعوام فيما تصاعدت مخاوف محلية وخارجية من تصاعد أكبر للصراع.
وتركّزت هذه التحركات المتصاعدة في معظمها تجاه محافظة مأرب النفطية (شمالي شرق اليمن)، وزادت كثافة بعد توقّف عملياتها في البحر الأحمر وتجاه إسرائيل التي زعمت أنها إسنادًا للمقاومة الفلسطينية.
اليوم الثلاثاء 28 يناير/ كانون الثاني 2025، أفاد الجيش اليمني، بإفشاله محاولات هجومية لمسلحي جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهابية، في مختلف جبهات محافظة مأرب، بالتزامن مع رصده تحركات للجماعة، تتضمن "شق طرقات واستحداث تحصينات ومواقع في جبهات قتالية متفرقة".
وطبقاً لموقع وزارة الدفاع اليمنية، "سبتمبر نت"، فقد أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل للحوثيين في قطاع مدغل شمالي غرب مأرب، وذلك بعد رصد وتعقب لمجاميع الحوثيين واستهدافها بالنيران المناسبة لتلوذ بالفرار، مبيناً أن قوات الجيش أعطبت "مدرعة" للحوثيين في القطاع ذاته، وأصابت 4 من المسلحين كانوا على متن العربة.
وفي السياق ذاته، قال الموقع العسكري، "إن قوات الجيش تعاملت مع موقع لقناصة الحوثيين في جبهة الكسارة"، مؤكدًا أنها "نجحت في إصابته بدقة وتحييد النيران المعادية".
وفي قطاعي "الزور والمشجح"، غربي مأرب، تحدث الموقع عن استمرار الحوثيين بتنفيذ الاعتداءات على مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا وققذائف الهاون والطيران المسير.
وأما في جبهات مأرب الجنوبية، فقال إنها شهدت اعتداءات مماثلة، مضيفًا أن قوات الجيش ردت عليها بالأسلحة المناسبة، وكبدت الحوثيين خسائر بشرية ومادية.
وطبقاً لموقع الجيش، تم استهداف مواقع للحوثيين ومرابض عيارات في قطاع البلق، وذلك رداً على عملياتها العدائية وأصابتها بدقة وإسكات النيران المعادية.
وفي جبهات القتال شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، قالت مصادر عسكرية إن "قوات الجيش استهدفت في قطاعات الأعيرف والغريقات والبلق، مواقع وتحصينات وتجمعات للحوثيين"، مؤكدًا إصابة مسلح حوثي على الأقل وإصابة آخرين.
وأضافت المصادر، أن قوات الجيش استهدفت جرافة تابعة للحوثيين أثناء استخدامها لاستحداث تحصينات، مؤكدة أن الإصابة كانت دقيقة وأدت إلى إعطاب الجرافة.
بدوره، قال عضو البرلمان ورجل الأعمال اليمني، حميد الأحمر، إن “تحركات الحوثيين الأخيرة وتحشيداتهم العلنية باتجاه مأرب، إما أن تكون محاولة لإرسال رسائل لمن ساندهم وتغاضى عن جرائمهم في السابق أنهم لا زالوا أصحاب قوة وحضور، بهدف الإبقاء على المفاوضات التي تعاملوا معها سابقًا بعدم جدية، أو أنهم فعلا يعدوا لجولة ربما تكون الأخيرة من المحارق لمن يحشدوهم دون اكتراث بمصائرهم”.
وأضاف: “أيا كانت نية الحوثيين فهم يعلمون أن مأرب عصية عليهم بإذن الله، وأن نضال اليمنيين لن يتوقف بحول الله حتى يسقط انقلابهم البغيض طال الوقت أو قصر”، منوهاً إلى أن "الظروف والجهات التي أوصلتهم إلى صنعاء، ومنها إلى العديد من المناطق، وظلت تتواطأ معهم، وتعيق تحرير العاصمة وبقية المناطق من قبضتهم قد تغيرت”.
وحذّر الشيخ الأحمر، زعيم جماعة الحوثي من الاستمرار في مغامراته الخاسرة قائلًا: “على الحوثي اليوم بدلًا من زيادة فاتورته الكبيرة المستحقة للشعب اليمني أن يختار طريقة النهاية الحتمية لإنقلابه”.
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "غروندبرغ" التزام الحكومة وجماعة الحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق"، تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
لكن حتى اليوم لم يتم تنفيذ هذه الخارطة، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين بشأن المسؤولية عن عدم إحراز تقدم في هذا المسار.
ويرفض الحوثيون المرجعيات الثلاث وهي: المبادرة الخليجية لعام 2011، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014)، وقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2216، الذي يطالبهم بالانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم سلاحهم.