
بران برس:
نفت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء 16 أبريل/نيسان 2025، تقارير إعلامية تحدثت عن انخراطها في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري قد تشنه فصائل في اليمن على جماعة الحوثي المصنّفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب.
وذكرت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، لانا نسيبة، في تصريح نشرته وكالة "رويترز" للأنباء، أن تلك التقارير الإعلامية التي تتحدث عن دعم الأمارات لفصائل يمنية للقيام بعملية برية ضد الحوثيين هي "مزاعم غريبة لا أساس لها".
وكان مسؤولون يمنيون وأمريكيون قد تحدّثوا في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن عملية برية محتملة واسعة النطاق تُعِدّ لها فصائل مسلحة يمنية ضد جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع الحملة العسكرية الأمريكية التي أضعفت الجماعة بشكل ملحوظ.
وبحسب التقرير، الذي ترجمه إلى العربية موقع "بران برس"، ترى الفصائل في هذه التطورات فرصة سانحة لإخراج الحوثيين من مناطق واسعة على ساحل البحر الأحمر، الذي ظل تحت سيطرتهم طوال العقد الماضي، منذ بسط نفوذهم على معظم المناطق الشمالية الغربية من البلاد.
وكشفت مصادر مطلعة أن متعاقدين أمنيين أمريكيين من القطاع الخاص قدموا استشارات للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة، بدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تُعد الداعم الرئيسي لهذه الفصائل وصاحبة الخطة التي عرضتها على مسؤولين أمريكيين خلال الأسابيع الأخيرة.
إقرأ المزيد | "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين: يتم الإعداد لعملية برية واسعة النطاق ضد الحوثيين
وشاركت الإمارات في تحالف تقوده السعودية شنّ حملة عسكرية في اليمن مطلع عام 2015، لمساندة الحكومة المعترف بها دوليًا في مواجهة الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في عام 2014.
وأنهت الإمارات الكثير من عملياتها في اليمن بحلول عام 2019، وتوقفت المواجهات الكبرى في الحرب الأهلية عام 2022 بعد التوصل إلى هدنة ومحادثات سلام، ما أدى إلى استمرار سيطرة الحوثيين على معظم غرب البلاد، حيث تتركز غالبية السكان.
ومنذ 15 مارس/آذار، تشنّ القوات الأمريكية غارات متواصلة، وُصفت أغلبها بـ"العنيفة"، استهدفت مواقع ومعسكرات ومقرات تابعة لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، حيث أمر الرئيس ترامب بشن حملة ضد الجماعة، متوعدًا إياها بـ"القوة المميتة" و"القضاء عليها تمامًا".
وقالت الولايات المتحدة إن حملتها العسكرية جاءت ردًا على عشرات الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مؤكدة أن الحملة ستستمر حتى تتوقف تلك الهجمات التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمية.
وأشار مسؤولون يمنيون ومراقبون إلى أن نحو شهر من الغارات الأمريكية لم يحقق نتائج حاسمة، مؤكدين أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي لدحر الحوثيين.
ومع ذلك، فإن دعم عملية برية يطرح تحديات كبيرة أمام الولايات المتحدة، التي سبق أن دعمت تحالفًا عربيًا بقيادة السعودية والإمارات ضد الحوثيين خلال الحرب الأهلية اليمنية. وقد انتهى هذا الصراع بهدنة عام 2022، إلا أن اشتباكات متقطعة لا تزال تندلع بين الحوثيين وفصائل يمنية مدعومة من التحالف.
ويرى محللون أن أي عملية برية محتملة قد تكون أكثر فاعلية في استهداف البنية التحتية العسكرية للحوثيين، التي يصعب تدميرها بالغارات الجوية وحدها.