بدأ أطباء وعاملون في القطاع الصحي في العاصمة صنعاء، يتقدمهم، مسؤول سابق في وزارة الصحة التابعة للحوثيين (غير معترف بها)، بنشر غسيل فساد بالمليارات، تعتري هذا القطاع المهم، الذي يمس حياة الناس، وسط تنافس في أوساط الجماعة للاستحواذ عليه.

ومنذ أسابيع ينشط الأطباء، في فضح ممارسات وزير الصحة السابق غير المعترف بها، "القيادي البارز في جماعة الحوثيين، "طه المتوكل" إضافة إلى فضائح أخرى يرتكبها المجلس الطبي الأعلى، الذي يرأسه القيادي في الجماعة كذلك مجاهد المعصار.

الفضائح التي يسردها "ناصر العرجلي"، الذي كان يشغل حتى العام 2017، وكيلاً للوزارة لقطاع الصحة لقطاع الطب العلاجي، وأطباء بعضهم بأسمائهم الحقيقة، وآخرون عبر معرفات في تطبيق، "فيسبوك"، تضمنت وقائع فساد في الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، والتي يرأسها، علي محمد حسين عباس، وفي مكتب الصحة العامة بأمانة العاصمة ومديره الحوثي "مطهر المروني"، إضافة إلى المخالفات وعمليات النهب للدعم وللمواطنين في هيئات ومستشفيات حكومية تسيطر عليها الجماعة.

ووفق الوثائق التي نشرها "العرجلي"، عبر منصة "فيسبوك"، اطلع عليها "برّان برس"، يصل مجموع ما كان يتحصل عليه "طه المتوكل"، من 400 شركة دوائية، ما يقارب من أربعين مليون دولار في السنة الواحدة، حيث أجبر شركات أدوية تحت الابتزاز والضغط على تقديم مبالغ مالية سنوية تصل إلى 100 ألف دولار على الأقل من كل شركة، كانت تحول مباشرة إلى صندوق خاص بالوزير السابق والقيادي في الجماعة.

وذكر "العرجلي"، أن عدة مستشفيات وهيئات صحية في صنعاء ومدن أخرى تُجبر على دفع مبالغ شهرية تتراوح بين 5 و10 ملايين ريال يمني (الدولار 535 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الحوثيين) خارج الإطار الرسمي، ومن دون أي وثائق تثبت عمليات التسليم.

وأشار إلى أن تلك المبالغ كانت تُدرج ضمن ما تُسمى المصروفات التشغيلية، مثل "المحاليل والمستلزمات الطبية"، وتورد على شكل تحويلات مالية إلى صندوق الوزير، دون تسجيل اسمه أو الإشارة إليه بشكل مباشر.

غير ذلك، أفاد "العرجلي"، أن "المتوكل، عمل على نهب النفقات التشغيلية المخصصة للمراكز والوحدات الصحية في صنعاء وبقية المحافظات تحت سيطرة الجماعة عبر قيام وزارة المالية بحكومة الانقلاب بتحويل تلك المبالغ شهرياً إلى حساب صندوق خاص".

وقال، إن "تلك النفقات كانت تصرف من وزارة المالية إلى حساب طه المتوكل شهريا، وأشار إلى أنها تصل إلى أكثر من مليار ونصف المليار ريال، سنوياً"، لافتاً إلى أنه يملك على ذلك وثائق رسمية.

ومن ضمن اتهاماته، أضاف "العرجلي"، أن الوزارة حتى العام 2018، وفرت ملياري دولار، كدعم دولي، إلا إن المتوكل، عبث بها، وصرفها عبر كشوفات وهمية، في الربع الواحد من العام، عشرة ملايين دولار، أي في كل 3 أشهر، إضافة إلى شراء سيارات حديثه له ولفريقه والمقربين منه.

وأشار إلى أن "المتوكل، أوقف في فترة وزارته، كافة الأدوية والمحاليل والأجهزة والمحروقات التي كانت توفرها المنظمات الدولية للمستشفيات والمرافق الصحية، كما أوقف أدوية الأمراض المزمنة، الذي قال إنه "قطعها بتاتاً على آلاف المرضى".

وفي موضوع آخر، تحدث "العرجلي"، عن التزوير الأكاديمي، واصفاً إياه بالمشهد العبثي، حيث سهل المتوكل للعشرات للحصول على شهادات ماجستير على الرغم أن بعضهم لديهم شهادات ابتدائية فقط، وغيرهم لم يحصلوا على الثانوية العامة.

إلى ذلك، تطرق إلى الفساد، الذي قال إنه في الهيئة العليا للأدوية، والتي مارسه رئيسها السابق، "محمد يحيى المداني"، مشيراً إلى أنه جنى خلال 9 سنوات مليارات الدولارات، من السمسرة مع هوامير الأدوية، حد قوله.

ومن صور الفساد، التي تحدث الأطباء، ومهم الدكتورة حنان العطاب، ما يحصل في المجلس الطبي اليمني الأعلى، إضافة مكتب صحة العاصمة، وقضية تراخيص عيادات الإسعافات التي تحولت إلى مسرحية فكاهية، وممارسة للابتزاز وتحصيل الأموال.
..