|    [email protected]

“بدور الماوري”.. مسيرة علمية وأكاديمية توجتها مأرب بتقليدها نيابة رئاسة جامعة إقليم سبأ (حوار)

السبت 25 مايو 2024 |منذ شهر
حوار مع د. بدور الماوري

حوار خاص أجرته لـ“برّان برس” - أمة الغفور السريحي:

في ظلّ الظروف الصعبة التي تُحيط بالمرأة اليمنية، وبإصرار وتحدٍ يتجسد قدرة المرأة في النضال وتخطي الصعاب والمساهمة في تعزيز أدوارها كعنصر مهم وفعال في المجتمع. 

ومن محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، يشع دور المرأة القيادي في المجتمع، وتتجلى الدكتورة بدور الماوري، نائبة رئيس جامعة إقليم سبأ للشؤون الأكاديمية، مثالًا للمرأة اليمنية التي لم تُقهرها الصعاب. 

“بدور الماوري” شقت طريقها بعزيمة وإصرار، بعد رحلة علمية وأكاديمية طويلة، بدأتها من مدرسة خولة الثانوية للبنات في ثمانينيات القرن الماضي وأنهتها من جامعة “أم درمان” في السودان في العام 2010م. 

و“الماوري” هي من مواليد محافظة البيضاء 1970م، حاصلة على البكالوريوس من كلية التربية بجامعة صنعاء والماجستير من جامعة بغداد ثم الدكتوراة من جامعة “أم درمان” الإسلامية السودانية.

ناضلت “بدور الماوري” لتُثبت جدارتها في مجال التربية والتعليم، فحصلت على أعلى الشهادات العلمية، وتنقلت بين المناصب الأكاديمية والإدارية، لتتوجها أرض بلقيس في مأرب بتقليدها منصب نائبة رئيس جامعة إقليم سبأ للشؤون الأكاديمية. 

لم تقتصر إنجازات الدكتورة بدور على مسيرتها العلمية المتميزة، بل ساهمت بشكلٍ فعال في تمكين المرأة في مأرب، ودعم السلطة المحلية لدور المرأة وأهمية توليها المناصب القيادية إيماناً منها لدورها الريادي والفعال. 

عملت “بدور الماوري” رئيسة لجمعية يمانيات بمحافظة مأرب 2021م، ورئيسةً للاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع اليمن 2016م- 2019م، واستاذ مساعد في جامعتي البيضاء والعلوم والتكنولوجيا من 2012 وحتى 2020م. 

ولتسليط الضوء أكثر على مسيرة الدكتورة “بدور الماوري” أجرى “برّان برس” معها هذا الحوار، الذي تحدثت فيه عن مسيرتها الأكاديمية والمهنية، ودور المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، ودور سلطات محافظة مأرب في دعم المرأة وتمكينها من المناصب القيادية. 

نص الحوار:

▪️بداية من هي الدكتورة بدور الماوري؟

د. بدور عبد الله علي الماوري من مواليد محافظة البيضاء 1970م، درست في مدرسة خولة الثانوية للبنات وتخرجت منها 1985م، بعدها درست في كلية التربية جامعة صنعاء وحصلت على درجة البكالوريوس في عام 1990م، ثم اتجهت إلى السلك التعليمي وكنت اخصائية اجتماعية في مدرسة الشهيد الأحمر بأمانة العاصمة 1995- 1998م. 

حصلت على بعثة دراسية إلى العراق حصلت على الماجستير في المناهج واصول التربية من جامعة بغداد كلية التربية (ابن رشد)2003 جمهورية العراق، وحصلت على الدكتوراه في الفلسفة (إدارة واصول التربية) بجامعة أم درمان الإسلامية جمهورية السودان 2010م. 

عينت نائبة رئيس جامعة إقليم سبأ للشؤون الأكاديمية في  2019م، أيضاً أستاذ مشارك في قسم الإدارة التربوية واصول التربية 2020م.

بالنسبة للمناصب التي تقلدتها ولله الحمد، فقد كنت رئيسة جمعية يمانيات بمحافظة مأرب 2021م، ونائب رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع اليمن 2016م- 2019م، والآن نائبة رئيس جامعة إقليم سبأ للشؤون الأكاديمية ورئيس لجنة المفاضلات في توظيف أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية 2021م. 

لدي العديد من البحوث والرسائل العلمية، وشاركت في العديد من المؤتمرات أبرزها في المؤتمر العلمي الأول للمراكز العلمية والبحثية المنعقد 1-3-2016م، ومؤتمر الشراكة والتنمية للمنظمات الأهلية في العالم الإسلامي 18-23-2014م. 


▪️ كم نسبة حضور المرأة في الشؤون الأكاديمية كعضو هيئة تدريس أو عضو مساعد؟ وكم نسبة حضورها كإدارية أو موظفة في العمل المكتبي؟

 

 
بالنسبة للمشاركة وحضور الشؤون الأكاديمي فهو المعمول به الذي كفله لها الدستور ونسبة مشاركة المرأة هو 30% من الاكاديميات، أما الحضور الفاعل في الإدارات والمكاتب الإدارية والموظفات بنسبة 40%.


▪️نود أن نتعرف على جامعة إقليم سبأ، ودورها في إنصاف المرأة في المجتمع، وإعطائها حقها في الوظيفة وفي التعليم وفي تحسين الصورة تجاهها في المجتمع؟

 
هنا نجد الانصاف للمرأة كوني رشحت كنائب رئيس الجامعة وبالتالي لم يكن هذا المنصب وليد اللحظة، وإنما كان نتاج عدة تدرجات وظيفية وعلمية وأيضاً لا أنسى دور السلطة المحلية ممثلة بنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة الذي له دور في تشجيع المرأة اليمنية واشراكها مع الرجل بحسب كفاءتها.

وهذه لفته كريمة من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ المحافظة وأيضاً الأستاذ الدكتور/ محمد حمود القدسي الذي قام بترشيحي كأحد الأكاديميين ذوي الكفاءة، وتم اختياري من بينهم لأصبح أول اكاديمية تتقلد منصب نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، وهذا شيء تتفرد به جامعة إقليم سبأ، في تشجيع ودعم كوادرها من الأكاديميين والأكاديميات، نتمنى ان تحذوا كل الجامعات حذوا جامعة إقليم سبأ.


▪️كيف تساهم المرأة في تعزيز فرص التعليم للفتيات والنساء في المنطقة؟

الجامعة فتحت أبوابها لكلاً من الذكور والإناث، فقد قامت الجامعة بتشجيع إلتحاق الفتيات في كثير من التخصصات وهيأت لهن وسائل المواصلات كون الطالبات يأتين من مديريات بعيدة، بل كانت الجامعة من ضمن سياساتها تسهيل وصول الطالبة الى الجامعة وتيسير الفرص التي أتيحت لها والتخصصات المناسبة التي تمنحها فرصة عمل لائق ومناسب، وهذا ما تم تحقيقه أثناء تخرج ثلاث دفع من طالبات الجامعة وحصولها على فرص عمل سواءً في الجامعة كمعيدة أو إدارية أو خارج الجامعة.


كم نسبة إقبال الطالبات على الجامعة؟

إقبال المرأة على التعليم في مأرب كبير فالبيئة الجامعية مهيأة في جميع التخصصات خصوصاً في تخصصات النوعية الحاسوب والطب والعلوم المالية وارى أن الطالبات مندفعات وبقوة إلى التخصصات الذي يحتاجه سوق العمل، وبالنسبة لجامعة إقليم سبأ فإقبال الطالبات لهذا العام كبير مقارنة مع الجامعات الأخرى وهي ما بين 30% ــ 35% وعدد الطالبات 929 طالبة في جميع الكليات لهذا العام.

والآن سنفتح كلية في الجامعة الجديدة في منطقة الميل كلية لعلوم الحاسوب وستكون فيها عدد  من التخصصات النوعية منها الأمن السبراني والذكاء الاصطناعي.

وكلية التربية ستفتح برامج جديدة منها معلم مجال العلوم ومعلم مجال الاجتماعيات وأيضاً قسم للتربية الخاصة وقسم رياض الأطفال وكلها تخدم المرأة ويقبلن عليها لأنها تخصصات المجتمع بحاجة لها كونها خدمية. 


▪️ماهي التحديات التي تواجه المرأة كعضو هيئة تدريس في جامعة إقليم سبأ؟


إن اندماج المرأة في الجامعة وممارسة عملها بوصفها أكاديمية يعد دور فعال وذا حيوية وخصوصاً كونها عميدة وعضو هيئة تدريس وايضاً هناك رئيس قسم ومشرفة على رسائل الماجستير ومناقشة ومحكمة لبحوث علمية.

 وكذلك مهام قيادية وإدارية تمكنها من النجاحات المستمرة وهذا لا يعني أنها لا تواجه بعض التحديات كونها أم وزوجة وراعية وداعمة لأسرتها، خاصة في ضل الظروف الراهنة، لكنها تعمل على التوازن بين حياتها الأسرية ومتطلبات عملها في الجانب الأكاديمي لتحقيق ذاتها والوصول الى مستوى أفضل. 


▪️ماهي التحديات التي تواجهها المرأة كموظفة إدارية في جامعة إقليم سبأ؟


أصبحت المرأة كموظفة إدارية منافسة للرجل على الرغم من أن المجتمع ذكوري إلا أنها اثبتت وجودها بإنجازها للعمل وإثبات كفاءتها وتأثيرها في المجتمع.
كما أن الموظفة الإدارية ساعدت على تطوير وتحقيق ذاتها وكذلك تحسين وضعها المادي والاقتصادي، خاصة فيما تعيشه البلد من انهيار اقتصادي وغلاء معيشة. 


▪️وماذا عن كونها طالبة؟ هل من تحديات تواجهها؟


الصعوبات عدم وجود رؤيا واضحة للطلبة لاختيار التخصص المناسب ولذلك نجد الطالبة تتنقل من تخصص الى تخصص ويضيع عليها وقت كبير، وكذلك صعوبة إدارة الوقت تواجهه كثير من الطالبات خصوصاً ان الفتيات حرمن من التعليم، وبالأخص في محافظة مأرب – الجوف – البيضاء ونجدها بعد الثانوية متزوجة وتلتحق بالجامعة ولديها مهام كثيرة فلا تستطيع التوفيق بين بيتها وأبنائها وجامعتها. ايضاً اللغة الإنجليزية وهذه بحد ذاتها تحتاج الى وقت إضافي لتعلم اللغة. الحاسوب الكثير من الطالبات لا تجد حتى ابجديات الحاسوب ولديها مهام وتكاليف وهذه من الصعوبات، كما ان الجامعة ذللت كثير من الصعاب منها فتح مركز اللغات والترجمة لتعليم اللغة الإنجليزية ومركز الحاسوب.

▪️كيف أثرت الحرب على الطالبات في جامعة إقليم سبأ؟

 
في بداية فتح جامعة إقليم سبأ 2016م، كان الاقبال من قبل الفتيات قليل ولم يكن هناك تصور أن تفتح جامعة في ظل التوتر والحرب الدائرة، إلا ان قيادة السلطة المحلية وكذلك قيادة الجامعة كان لصمودهم وفتحها أبواب الجامعة وإصدار قرار بتسميتها جامعة إقليم سبأ، كونها تتبع الأقاليم (مأرب والجوف والبيضاء) وكانت لتخوف من ان تفشل الجامعة ولكن بوجود قيادات اكاديمية وتربوية استطاعوا الوقوف بفتح عدة برامج اكاديمية تتناسب مع كلاً من الذكور والإناث وتواكب سوق العمل، وعلى الرغم من الأثار المادية والمعنوية على مستوى الأساتذة إلا أن الجامعة أعطت درجات وظيفية لكلاً من كلية (التربية والشريعة والقانون والعلوم الإدارية والحاسوب والطب)، وأصبحت الجامعة لها كيان وأساتذة وتم تعيين عمداء كليات ورؤساء أقسام وفتح الأبواب للالتحاق بالكليات وكانت الفتيات أكثر إلتحاقاً بالجامعة رغم الحرب والغلاء وانقطاع الرواتب.

 

▪️كيف تساهم الجامعة في تمكين المرأة اليمنية في المناصب القيادية؟ وماهي أهم المناصب التي تتقلدها المرأة في الجامعة؟ وهل الجامعة تعطي الخريجات الأوائل حقهن كمعيدات يدرسن في اقسامهن بعد التخرج؟


الجامعة فتحت أبوابها للجميع ومن ذوي الكفاءات ولم يكن هناك أي مشكلة في إعطاء المرأة منصب قيادي في الجامعة أو غيرها من مرافق العمل في بقية المؤسسات، وأصبحت المرأة أستاذة اكاديمية ونائب رئيس الجامعة وعميدة كلية ورئيس قسم علمي ومديرة إدارة، وهذا يدل على أن هناك تشجيع للمرأة وعدم هضم حقوقها. 


▪️كم عدد المعيدات بين إجمالي المعيدين؟ وهل تضمن لهن الجامعة حقهن في الابتعاث ومواصلة دراستهن بحكم أنهن متفوقات؟ 


الطالبات المتفوقات وهن من أوائل الطلب كل سنتين تنزل درجات وظيفة للمعيدات الأوائل وفي 2020م تم تعيين 35 معيدة في جميع التخصصات، وتم ابتعاث بعد تعيين المعيدات، حيث تأتي منح من التعليم العالي في التخصصات النادرة والنوعية، مثلا العام الماضي كان هناك عشر درجات في كلاً من: اللغة الإنجليزي والفيزياء والكمياء التحليلية والرياضيات وتم ابتعاث 3 مع إلى مصر والبعض لم تسافر بحجة عدم توفر محرم، ومجموعة من المعيدات والهند والبعض منح داخلية في حضرموت وعدن وتعز.
 
وتم التحاق معيدات في دراسات الماجستير في مناهج وطرق تدريس واللغة العربية وقد حصلن 4 المعيدات على درجة الماجستير في المناهج و7 معيدات في اللغة العربية، والآن نتابع لهن مرحلة الدكتورة.

 

▪️ هل من خطة لاستيعاب المرأة بشكل أوسع في الجامعة أو إنشاء اقسام تناسب تخصصها مع المهام التي تقدر المرأة على العمل فيها كتصميم الأزياء ونحوها؟


الجامعة فتحت برامج علمية نوعية منها الحاسوب والطب والعلوم المالية والمصرفية، وهناك خطط مستقبلية لفتح برامج تتناسب مع المرأة منها تربية خاصة ورياض أطفال – والذكاء الاصطناعي والأمن السبراني

 

▪️كيف ترين مستقبل جامعة إقليم سبأ؟


جامعة إقليم سبأ نشأت حديثاً 2016 وبقرار جمهوري، ومن خلال فترة الانشاء استطاعت الجامعة ان تنتقل نقله نوعية، من خلال برامجها النوعية التي تخدم المجتمع وتتناسب مع سوق العمل وتحفيز الطلبة للالتحاق بالبرامج، وأصبح هناك اقبال كبير على الجامعة من الطلبة والطالبات الأكاديميين الحديثة، منها الحاسوب وتكنلوجيا المعلومات ومنها حديثاً الذكاء الاصطناعي والأمن السبراني.

كذلك برامج الماجستير في الحاسوب والرياضيات والتربية والآداب وتخريج 25 طالب وطالبة بدرجة ماجستير، وبالنسبة للكادر الأكاديمي إلى جانب مهام الشؤون الأكاديمية في تشجيع البحث العلمي، أصبح كل اكاديمي يأمل بالحصول على الترقيات العملية، ولدينا منذ بداية نشأة الجامعة ما يقارب 22 أستاذ مشارك، و عدد 5 بدرجة بروفسور، وهذه تعتبر نقله نوعية في مجال البحوث وأصبحت افضل من غيرها من الجامعات، وهذه الانطلاقة يمكنها من الريادة في المستقبل.


▪️في ختام هذا اللقاء.. ماهي رسالتك للفتيات والنساء؟


أن تثق بقدراتها وبأنها عضو فعال في المجتمع، وعليها أن تعمل على تطوير وتأهيل نفسها في المجالات التي ترى انها سوف تبدع فيها، والشهادة الجامعية ليست نهاية المطاف بل تكون انطلاقة لبداية جديدة في حياتها العملية، وعليها تطوير نفسها في اللغة الإنجليزية والحاسوب والاطلاع المستمر في كل جديد في مجال عملها.

والحرص على الوقت وعدم  انشغالها بصداقات مضيعة للوقت والحرص عليه فيما ينفعها، والتوازن بين الحياة المهنية والشخصية.

نشر :

مواضيع ذات صلة