|    English   |    [email protected]

“طريق العبر”.. من “متاهة للموت” إلى “مسار للحياة” بعد تدخلات البرنامج السعودي

الاثنين 3 يونيو 2024 |منذ 5 أشهر

بران برس - خاص:

في 10 سبتمبر/ أيلول 2023، توفي سبعة أشخاص في حادث مروري وصف بـ“المروّع” في طريق “مأرب- العبر- الوديعة” الدولي بمحافظة حضرموت (شرقي اليمن)، والذي تقدر مسافته بنحو 132 كم.

وأوضحت تقارير صحفية حينها أن جثث المتوفين نقلت إلى ثلاجة أحد مشافي حضرموت، وهم: نجيب صالح المذحجي، ونعمان أحمد المذحجي، وأحمد سعيد الارياني، ومروان حسن الشوافي، وعبدالقادر عبداللطيف الشوافي، وثابت عبدالله الريمي، وجلال محمد النجار.

وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2028، أودى حادث مروري في الطريق ذاته بحياة ستة مسافرين، وأصاب نحو 37 آخرين، إثر انقلاب حافلة “نقل جماعي“، كانت تقلهم إلى السعودية لأداء مناسك العمرة.

ومنذ عشرات السنين، لم يخضع طريق “مأرب- العبر-الوديعة” لأي أعمال صيانة أو إعادة تأهيل وتوسعة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين، وهو ما جعله غير صالحًا للعبور عليه وبات السفر عبره محفوفًا بالمخاطر الحتمية، عن الخدمة، ويجبر اليمنيون لاستخدامه لعدم وجود بدائل.

طيلة العقد الأخير، بات هذا الطريق معروفاً لدى اليمنيين بأنه “طريق الهلاك” أو “طريق الموت” الذي يتربص بالمسافرين اليمنيين، سواء القادمون من الخارج عبر منفذي الوديعة البري الحدودي مع السعودي وشحن الحدودي مع سلطنة عمان وعبر مطار سيئون الدولي أو المسافرين عبرهما إلى الخارج.

لا يوجد إحصائية رسمية بعدد الحوادث المرورية المأساوية التي شهدها هذا الطريق إلا أنها تقدّر بالعشرات، فيما يقدّر ضحاياها بالمئات. وما يفاقهم أعداد الضحايا هو انعدام المرافق الصحية أو الخدمية على امتداد الخط.

مع توسّع الحرب إثر اجتياح جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب للعاصمة اليمنية صنعاء، وإغلاق باقي المنافذ اليمنية البرية مع السعودية، أصبح “طريق العبر” الشريان الأهم الذي يربط اليمنيين بالعالم الخارجي.

وإضافة إلى تنقل المسافرين اليمنيين عبر المحافظات الشرقية إلى الخارج، يعد “طريق العبر” شريانًا رئيسيًا لنقل البضائع المستوردة من الخارج عبر المنافذ البرية والموانئ البحرية بمحافظتي المهرة وحضرموت، وتعبره يوميًا مئات الشاحنات المحملة بالبضائع.

وإضافة إلى ضيق مساحة الطريق، بات مليئًا بالحفر الكثيفة والعميقة، والتي جعلته أشبه بـ“لعبة الموت”. وبدلًا من أن يكون خدمة تساعد اليمنيين على السفر لقضاء حوائجهم، بات خطرًا جسيمًا يهدد حياتهم وممتلكاتهم. ولا يكاد يمر يوم دون أن يشهد حادثًا مأساويًا. ونادراً ما يكون الحادث بلا ضحايا بشرية.

ولطول مسافة الطريق لا يوجد دوريات متنقلة لإسعاف ضحايا الحوادث المرورية أو تقديم الإسعافات الأولية لهم.

وليس أمام ضحايا هذه الحوادث سوى الانتظار حتى مجيء سيارة عابرة لتقوم بنقلهم إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت لمسافة طويلة لا تقل عن 400 كم أو إلى مدينة مأرب. وإضافة إلى زمن انتظار السيارة العابرة يكون أمل إنقاذ جرحى الحوادث منعدمًا، خصوصًا البالغة منها.

وغالبًا ما تكون الحوادث بين شاحنات تجارية عملاقة مع سيارات عادية عادة ما يكون بداخلها أكثر من 5 ركاب، وهو ما يجعلهم جميعًا عرضة للهلاك.

رغم تعالي أصوات اليمنيين الناقدة مع كل حادث مروري، إلا أن تدخلات السلطات الحكومية بمحافظتي مأرب وحضرموت اقتصرت على ردم الحفر، فيما الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تشتكي ضعف الموارد مع انقلاب الحوثيين وحربهم المستمرة ضدّها.

في 13 سبتمبر/ أيلول 2021، بدأ “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن” مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر، “للحد من الأخطار والأضرار الناجمة عن تهالك الطريق، وعدم توفر أساسيات السلامة”. ويسهم المشروع، وفق بيان التدشين، في “تسهيل التنقل والحركة التجارية، خفض نسبة الحوادث، ورفع مستوى السلامة، والربط بين المدن”. وتبلغ كلفة المشروع نحو 36 مليون ريال سعودي.

مؤخراً، أعلن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من إعادة تأهيل طريق العبر، والتي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2020، بطول 132 كيلو متر. فيما يجري الاستعداد حاليًا لإطلاق المرحلة الثانية من توسعة وإعادة تأهيل الطريق وتشمل قطاع (الضويبي- العبر).

وتضمنت المرحلة الأولى، وفق إعلان البرنامج، الأعمال المسحية، وأعمال التصاميم. فيما يشمل مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر، على إعادة تأهيل مقطع “المختم– غويربان“ بطول 40 كيلو متر، ومقطع “غويربان – الضويبي“ بطول 40 كيلو متر، ومقطع “الضويبي– العبر“ 52 كيلو متر.

وبمناسبة اختتام أعمال المرحلة الأولى، قال “آل جابر” في تغريدة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس” إن طريق العبر الآن ”أصبح طريق للحياة” في إشارة إلى الحوادث القاتلة التي كان يشهدها هذا الطريق الحيوي قبل الإصلاح.

ولاقى إعلان البرنامج السعودي ارتياحًا واسعًا في أوساط اليمنيين الذين رأوا في هذا المشروع تخليصًا لهم من كابوس ظل يؤرق حياتهم، ويترصد أقاربهم وأحبائهم ويخطف أرواحهم كل يوم.

وأجمعت تعليقات اليمنيين على أن تدخل “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن” لإعادة تأهيل “طريق العبر”، من أهم المشاريع الحيوية، وقد أسهم بالفعل في تحويل هذا الطريق من “متاهة للموت إلى طريق للحياة“.

ويأتي مشروع إعادة تأهيل طريق العبر، في إطار تدخلات “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن“ لإصلاح الطرقات في اليمن، ومنها تعز، والمهرة، وحضرموت، ضمن جهود البرنامج لتنمية وإصلاح البنية التحتية لليمن.

ويعمل “البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن“، في 7 قطاعات أساسية وحيوية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، لرصد احتياجات اليمنيين في كافة المحافظات، والتي على ضوئها يتم اختيار المشاريع التنموية.

مواضيع ذات صلة