بران برس:
أفاد وزير الخارجية "سيرغي لافروف"، الأربعاء 28 أغسطس/ آب 2024، بأنه أجرى مع وزير الخارجية والمغتربين اليمني الدكتور شايع الزنداني محادثات قال إنها "جوهرية ومفيدة" وأشار إلى إن تم في المحادثات الاتفاق على استئناف أنشطة اللجنة الحكومية والحفاظ على الاتصالات العسكرية بين البلدين.
ووفق بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني، ترجمه للعربية "برّان برس"، قال "لافروف" خلال إجاباته على أسئلة وسائل الإعلام عقب محادثاته مع وزير الخارجية في موسكو، الثلاثاء 27 أغسطس/ آب، "لقد غطينا جميع مجالات التركيز الرئيسية تقريبًا، فضلاً عن الجوانب الحالية والمستقبلية الواعدة للعلاقات الروسية اليمنية الودية تقليديًا، ولقد أكدنا على حقيقة أن هذه العلاقات ترتكز على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والنهج المتوازن لمصالح كل من البلدين".
وأضاف: "اتفقنا على استئناف أنشطة اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني"، مبيناً أنه سوف يجتمع الرؤساء المشاركون للجنة في موسكو في النصف الثاني من سبتمبر القادم، متوقعاً عقد جلسة كاملة لهذه الهيئة الحكومية الدولية المهمة قبل انتهاء العام.
وتابع: "كما ناقشنا الحفاظ على الاتصالات بين إداراتنا العسكرية، التي تتمتع بسجل طويل وإيجابي" مضيفاً "تلقى معظم الضباط الذين يخدمون حاليًا في القوات المسلحة اليمنية وغيرها من الأجهزة الأمنية تدريبات في الاتحاد السوفييتي أو الاتحاد الروسي، كما تم تدريب عشرات الآلاف من المتخصصين في المجالات المدنية في بلدنا، وهم يعملون الآن لصالح اقتصاد اليمن والصناعات المختلفة".
في جانب آخر أوضح وزير الخارجية الروسي، إن بلاده قررت زيادة عدد المنح الدراسية الممنوحة سنويًا، نظراً للاهتمام الواسع النطاق الذي أبداه اليمنيون بالدراسة في روسيا، حد قوله.
وقال "تتوفر 140 منحة دراسية. بدءًا من العام الدراسي 2024-2025، سيتم تقديم 30 منحة دراسية إضافية، ونخطط لمواصلة زيادة عدد المنح الدراسية لأصدقائنا اليمنيين في السنوات القادمة".
وفي مؤتمره تحدث "لافروف" عن العلاقات الدبلوماسية بين بلده واليمن، وقال "في نوفمبر 2023، احتفلنا بالذكرى الـ 95، للعلاقات الدبلوماسية بين بلدينا عندما وقعنا معاهدة الصداقة والتعاون".
وأضاف "وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجه كل من روسيا واليمن حاليًا، فإن المبادئ المنصوص عليها في تلك الوثيقة التأسيسية سمحت لنا حتى الآن بتوسيع التعاون الواسع النطاق ومتعدد الأوجه، والذي يحرز تقدمًا في مختلف المجالات".
وتطرق إلى ما أسماه التقدم المطرد في التجارة المتبادلة، وفي أعقاب زيارة رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى موسكو في فبراير 2024، تم اتخاذ خطوات لتعزيز الاتجاه التصاعدي في التجارة الثنائية، مشيراً إلى إنه في عام 2023، تضاعف حجم التجارة مع اليمن، زظل هذا الزخم دون تغيير في النصف الأول من عام 2024.
ولفت إلى إن ذلك "يعكس الاهتمام القوي من جانب مجتمعي الأعمال في البلدين بتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية، وخاصة في سياق الاستقرار المستمر للوضع الاجتماعي والاقتصادي في اليمن".
وعن الأزمة اليمنية قال وزير الخارجية الروسي "لقد تناولنا الوضع العسكري والسياسي في الجمهورية اليمنية وما حولها" مشيراً إلى إن الصراع المدمر منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ترك اليمن منقسمًا. اليوم".
وأكد التزام بلاده بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية في اليمن، وقال "كانت لدينا آمال كبيرة في جهود الوساطة التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، للأسف، انقطعت هذه الجهود بسبب سلسلة من الأحداث التي أعقبت 7 أكتوبر 2023 إثر بدء حرب غزة.
واشار إلى إن روسيا رفضت العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، كونه يشكل انتهاكاً صارخاً، تماماً مثل أي عمل إرهابي، وأن العقاب الجماعي يشكل خرقاً للقانون الإنساني الدولي.
وقال "إن الوضع المستمر في قطاع غزة لا يزال يثير غضباً واسع النطاق على مستوى العالم، وقد أثار أعمالاً انتقامية من قبل مجموعات مختلفة، بما في ذلك حماس وحزب الله وعدة مجموعات في العراق، بما في ذلك جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء وجزء كبير من الأراضي اليمنية، والتي بدأت تهاجم السفن في البحر الأحمر.
وأضاف "إننا نعتقد أن مثل هذه الإجراءات تشكل تهديدات خطيرة للأمن البحري، وفي حين أننا ندعم الجهود المبذولة لضمان السلامة البحرية، فإننا لا نستطيع أن نتفق مع ما تفعله الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لأنها تشوه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل صارخ.
وتابع "إننا نريد من الجميع أن يجلسوا ويتحدثوا، ونرحب باستئناف جهود الوساطة من جانب المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانز جروندبرج، من أجل توجيه الوضع إلى مسار سياسي ودبلوماسي.
وأردف "إننا ممتنون لليمن لتفهمها لما يجري في أوكرانيا وموقفها المتوازن والمدروس بشأن هذه المسألة، ونحن بدورنا نلتزم بتوجهاتنا المعروفة التي يؤكد عليها الرئيس بوتن باستمرار، وتؤكد هذه المقاربات على أهمية استعادة العدالة وضمان الحقوق المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة لجميع سكان هذه الأراضي بغض النظر عن العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.
وبخصوص الحرب في غزة أوضح الوزير الروسي، بأنه "يجب أن يتوقف العنف على الفور، ويجب مضاعفة الجهود لمعالجة القضايا الإنسانية الملحة، أو مضاعفتها ثلاث مرات، أو حتى تقليصها.
وقال"ينما نتعامل مع المسائل الحالية المتعلقة باستعادة الوضع الطبيعي، يجب ألا ننسى القضايا العميقة في المنطقة، وخاصة القضية غير المحلولة المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية داخل حدود عام 1967".
وأمس الثلاثاء 27 أغسطس، تحدث وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، شائع الزنداني، عن تطور إيجابي في العلاقة مع روسيا، وذلك من خلال تشكيل اللجنة المشتركة، وتفعيل عدد من الاتفاقيات الثنائية، والاتجاه لتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات اقتصادية مختلفة.
جاء ذلك، خلال جلسة مباحثات رسمية في العاصمة الروسية موسكو، بين وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لبحث مستجدات الأوضاع في اليمن والمنطقة، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
وطبقاً للوكالة، جدد “الزنداني” حرص الحكومة اليمنية على تطوير آفاق التعاون مع روسيا الاتحادية وبما يعود بالنفع على البلدين مشسدا بموقف الحكومة الروسية الداعم لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة والشعب اليمني على الصعيد الدولي، وبجهودها من أجل تحقيق السلام في اليمن.