برّان برس - لقاء خاص:
قال رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، إن “المطارح هي نواة والبذرة الطيبة التي قامت بها قبائل مأرب... لردع وكبح جماح تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية التي اجتاحت أغلب المحافظات”.
وأكد “بن عزيز” في لقاء خاص (مصور)، أجراه معه “برّان برس”، أن “الموقف الذي اتخذته قبائل مأرب وسلطتها المحلية على رأسها الشيخ المناضل الكبير سلطان بن علي العرادة، هو من حفظ لثورة 26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر ولكل اليمنيين كرامتهم”.
وتطرق إلى دور التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، وقال إن “ما قدموه لليمن في كل المجالات محفور في ذاكرة تأريخ اليمنيين”. مضيفًا أنه “لولا الله ثم التحالف العربي لكان اليمن اليوم زريبة تابعة لحوزات إيران”.
وتحدث عن الأئمة الذين حكموا اليمن لفترة من الزمن، وثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، التي أطاحت بنظام حكمهم، متحدثًا عن المنجزات الكثيرة لثورتي سبتمبر وأكتوبر في حياة الشعب اليمني.
وقال إن “المشروع الإمامي يعمل من بعد قيام الثورة المباركة لكنه عمل خفي”، مضيفًا أن “هذا المشروع له قادة سريين يقودوا العمل على إعادة عجلة التأريخ إلى الوراء بشكل سري من 1962 إلى اليوم، وفيه تغافل وفيه عدم الاهتمام من جوانب أخرى هناك تقصير في هذا الجانب”.
وأكد رئيس أركان الجيش اليمني أن “الشعب اليمني لن يقبل أبدا بمحو ثقافة 26 سبتمبر”، مشددًا على “قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وكل سلطات الدولة الشرعية وإلى جانبهم تحالف دعم الشرعية أن يتبنوا مشروع مواجهة هذه الثقافة التدميرية، ومشروع الموت الذي ينفذه تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية بدعم من إيران”.
وبشأن الهدنة وجهود السلام، قال الفريق بن عزيز، إن “الحرب لم تتوقف”، وخلال هذه الهدنة، قال إن القوات المسلحة أعدت “بشكل جيد ولا زالت مستمرة من أجل المعركة”.
وقال: “نحن على قناعة تامة بأنه لن تحسم قضيتنا مع جماعة الحوثي الإرهابية بحوار أو حل سياسي نحن نعرف ذلك أنه لن يحدث ذلك إلا بالقوة ولا شيء غير ذلك ونحن نعد لذلك الإعداد الكامل”.
وأضاف: "نحن مع السلام ونريد السلام، متى ما أتى السلام الذي يضمن الحقوق لكل أبناء الشعب اليمني وفقاً للمرجعيات الثلاث وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية وفقاً للقوانين النافذة فنحن مع السلام”.
نص الحوار:
في البداية نهنئك بحلول سبتمبر وأكتوبر العزيز على قلوب اليمنيين، ونود لو تحدثنا عن هاتين المناسبتين، ماذا تعنيان لليمنيين، ولكم أنتم في القوات المسلحة على وجه الخصوص؟
في البداية تهانينا لكل الشعب اليمني وقيادتنا وكل منتسبي القوات المسلحة والأمن والمقاومة بهذه المناسبة العظيمة والتي نحتفل بها في الذكرى الـ62.
ذكرى 26 من سبتمبر و 14 أكتوبر ذكرى عظيمة، كل أحرار اليمن مهتمون بها وبإحياء ذكراها العظيمة، وهي تعني الشيء الكثير بالنسبة لليمن واليمنيين، فهي الثورة التي أخرجت اليمنيين من الظلام الدامس إلى النور وإلى الحرية والعدالة والمساواة وإلى احترام الرأي والرأي الآخر..
ثورتي سبتمبر وأكتوبر حققتا أشياء كثيرة في حياة الشعب اليمني، ومنجزات كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ لكن هناك جانب مهم للغاية، ويتمثل في الثورة الفكرية التي أحدثتها ثورة سبتمبر، والتي تناهض الفكر السلالي الإمامي الاثنى عشري، ومن أهم منجزاتها الوحدة اليمنية.
تمر علينا الذكرى مع مرور عشر سنوات من انقلاب الحوثي على الدولة.. كيف تنظر.. هل كان هناك تجاهل لهذا المشروع الإمامي، حتى أخذ اليمنيين على غرة في حينها، وهل ساعد عدم الوعي الكامل بالمشروع في سقوط العاصمة وبعض المحافظات؟؟
المشروع الإمامي يعمل من بعد قيام الثورة المباركة؛ لكنه عمل خفي، هذا المشروع له قادة سريون يقودون العمل، ويسعون إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بشكل سري من 1962 إلى اليوم، ولا يخفى على الممعن أن التغافل وعدم الاهتمام من جوانب أخرى أسهم في استمرار هذا المشروع فهناك تقصير في هذا الجانب..
فالأئمة الجدد والمشروع الإمامي الفارسي المدعوم من إيران لديه أفكار جديدة، طور أفكاره التي كانت محصورة على الجهل وتجويع الشعب اليمني وعدم إعطائه الحرية، واليوم أضاف المشروع الإيراني القتل والتدمير والتشريد والإقصاء لكل أصحاب العقول المستنيرة.. المشروع اليوم مختلف عن السابق، طورته إيران في القتل والتدمير فجعلت من الخبراء الإيرانيين المتواجدين اليوم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية يطوروا كل أدوات القتل للشعب اليمني، وأيضا لديهم مشروع القتل للشعب العربي والوصول إلى أهداف كبيرة جدا، لكن بفضل الله الجميع يقف صفًا واحدًا ضد هذا المشروع ولن يمروا بإذن الله تعالى.
الحوثي أظهر العداء لثورة 26 سبتمبر من خلال قمع الأصوات الحرة في المناطق التي تحت سيطرته، كيف تنظر إلى زيادة القمع ومحاربة كلما يمت بصلة لـ26 سبتمبر؟
طبيعي أن يكون الأئمة السابقون واللاحقون حاقدين على ثورة 26 سبتمبر؛ لأنها أخرجت الشعب اليمني من تحت سيطرتهم إلى مربع الحرية والديمقراطية، وحفظت لليمنيين كرامتهم وأخرجتهم من العبودية إلى الحرية وبالتالي فهم ينظرون من أجل محو ثقافة سبتمبر وأكتوبر، لكن الشعب اليمني اليوم لديه وعي كبير والدليل واضح، أنه لم يستطع تحقيق ذلك رغم الحكم بالحديد والنار، ورغم الدورات الثقافية التي يقوم بها، هي ثقافة خاصة بهم ثقافة تجهيل وطمس كل شيء، إلا أنه لم يستطع أن يحقق مآربه في كل ما عمله، اليوم التقييم واضح وأبناء الشعب اليمني حتى من كان منهم تحت سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية لا يستسيغون فكر الحوثي ويناهضونه، وسيكون الأمر واضحًا في الاحتفال ب26 سبتمبر، وستجد أن المناطق التي تحت سيطرته هي أكثر اهتمامًا بالاحتفال، وهذا دليل واضح بأن الشعب اليمني لديه وعي ويقف ضد كل من يريد أن يمحوا ثقافة 26 سبتمبر.
ثقافة سبتمبر هي الثقافة التي جعلت من الشعب اليمني كله متساو في الحقوق والواجبات، وهذه الثقافة لن يستطيع محوها لا الحوثي ولا إيران ولا غيرهم، وإن استطاعوا أن يضللوا وأن يستجهلوا بعض الشباب المغرر بهم، فهم قليل جدًا ولن يتقبلهم الشعب اليمني.
تراهنون على ثقافة ووعي الشعب اليمني الذي يمكن أنها تشكلت في فترة معينة، قد يكون غابت ثورة سبتمبر عن الكثير من الجيل الحالي بسبب قلة توعية وغيرها، لكن بعد انقلاب الحوثي رأينا أن هناك أصوات ارتفعت تنادي إلى العودة والتذكير بأهداف 26 سبتمبر..
الذي يقرأ أهداف سبتمبر يجد فيها قيمًا عظيمة ليست موجودة في أي ثورة من الثورات؛ فيها كل القيم والأخلاق والأشياء الجميلة التي يحبها كل شخص يعشق الحرية والعدالة والمساواة، ويسعى إليها، ونحن نراهن على كل الشعب اليمني في حفاظه على ثقافة 26 سبتمبر وإحيائها وغرسها في الأجيال القادمة، لكن لابد أن يكون هناك عمل؛ لأنك لا تستطيع أن تراهن على وعي الشعب وتمسكه بأهداف سبتمبر إذا لم يكن هناك مشروع..
مشروع تقوده الحكومة، اليوم التربية الوطنية في مناطق سيطرة الحوثي ألغاها وألغى الكثير من مفردات المنهج الدراسي، وحوله إلى ما يهم السلالة لا ما يهم الشعب، حتى على مستوى تغيير أسماء المناطق والشوارع، والشعب اليمني يكافح من أجل هذا، ونحن نثق كل الثقة أنه لن يقبل أبدًا بمحو ثقافة 26 سبتمبر، لكن قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وكل سلطات الدولة الشرعية وإلى جانبهم تحالف دعم الشرعية، لابد أن يتبنوا مشروع مواجهة هذه الثقافة التدميرية، وأعني بذلك مواجهة مشروع الموت الذي ينفذه تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية بدعم من إيران.
إلى أي مدى لديكم أمل في أن يكون هناك ردة فعل أو انتفاضة ذات يوم من قبل اليمنيين الأحرار في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي؟
نحن نتكلم عن مشروع ثقافي مناهض لتنظيم جماعة الحوثي المدعوم من إيران، ونحن على ثقة تامة أن المشروع الثقافي لوحده لا يكفي، ويحتاج بجانبه إلى عمل كبير من كل الخيرين من أبناء الشعب اليمني، وأيضا من القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية، لا يجدي مشروع ثقافي بدون مشروع قوة وحسم عسكري، يجب أن يتواكب المشروعان (القوة والثقافة) مع بعض، ويعملا جنبًا إلى جنب حتى يتحقق الأمن والاستقرار في اليمن.
حكومتنا وقيادتنا يسعيان ويعدان لذلك، ونحن معهم وننفذ توجيهاتهم وأوامرهم، ونعرف أنه لابد أن يكون هناك عمل جاد من الجميع حتى نخلص شعبنا مما هو فيه، ويعود الاستقرار في اليمن.
تحدثنا في 26 سبتمبر ثم تحدثت أن هناك ضرورة لإيجاد عمل عسكري.. حدثنا عن الوضع العسكري الموجود الآن، والترتيبات الموجودة الآن خصوصًا أن هناك هدنة غير معلنة وغير حقيقية على أرض الواقع؟
بالنسبة للقوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية والقبائل المساندة الذين يخوضون المعركة المقدسة ضد تنظيم جماعة الحوثي، الحرب لم تتوقف، ولا توجد هناك هدنة، المعارك مستمرة في كل الجبهات، وليس هناك تقدم أو زحف وخسائر بشرية يقدمها الجيش والمقاومة بشكل مستمر.
وخلال هذه الهدنة أعدت القوات المسلحة بشكل جيد، ولازالت مستمرة من أجل المعركة، نحن في القوات المسلحة على قناعة تامة بأنه لن تحسم قضيتنا مع جماعة الحوثي الإرهابية بحوار أو حل سياسي، نحن نعرف ذلك وأنه لن يحدث ذلك إلا بالقوة ولا شيء غير ذلك، ونحن نعد لذلك الإعداد الكامل وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.
لدينا أعمال كثيرة تم إنجازها خلال الفترة الماضية، ومستمرون بإذن الله تعالى ومن أهم الأشياء التي لدينا، أن لدينا قوات مسلحة ذات خبرة في القتال، خبرات متراكمة تم تأهيلهم وإعدادهم الإعداد الجيد، ونثق كل الثقة بأن المعركة القادمة ستكون الحاسمة، ولدى قواتنا المسلحة الإيمان الكامل بالقضية التي يقاتلون من أجلها ولدينا مشروع تقوده قواتنا السياسية والعسكرية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، وكل أجهزة الدولة، مشروع خير وسلام، مشروع أمن واستقرار، مشروع حياة حرة كريمة لكل أبناء اليمن، هذا المشروع أي إنسان يؤمن بالله يعرف أن هذا المشروع سينجح وسينتصر. إن أي مشروع فيه دماء وقتل وتشريد وكبت حريات ونهب حقوق لن ينجح، سينهزم بإذن الله تعالى، ثم بقوة الرجال الذين نعدهم لهذه المعركة.
ماهي رؤيتكم في قيادة الجيش للتسوية السياسية؟ كيف يمكن أن ننظر للضغط الموجود على الحكومة اليمنية للمضي قدمًا في تسوية سياسية لا تلبي السلام العادل ولا تلبي طموحات الشعب اليمني؟
نحن في القوات المسلحة نتلقى توجيهاتنا من قيادتنا السياسية والعسكرية في أي اتجاه، نحن مع السلام ونريد السلام، متى ما أتى السلام الذي يضمن الحقوق لكل أبناء الشعب اليمني وفقًا للمرجعيات الثلاث، ووفقًا لدستور الجمهورية اليمنية، ووفقًا للقوانين النافذة فنحن مع السلام..
وقيادتنا توجهنا بذلك، نحن جيش نلتزم بدستور الجمهورية اليمنية، وبالقوانين النافذة ذات الصلة، نلتزم بقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي وقواعد الاشتباك، وكل القيم التي أتى بها الإسلام وأتت بها القوانين الوضعية، نحن نلتزم بها في القوات المسلحة، ونريد السلام ولماذا نحارب؟! نحارب من أجل السلام، ومتى ما تحقق السلام لشعبنا سنرفع البندقية ونحمل المعول وسنعمل من أجل تنمية وتطوير ورخاء اليمنيين.
بالنسبة لما يدور حول خارطة الطريق وحول السلام، نحن نعرف أن قيادتنا وقيادة تحالف دعم الشرعية لا يسعون إلا لتحقيق السلام لشعب اليمن واليمنيين، مشروع خارطة الطريق الذي تقوده المملكة العربية السعودية هو مشروع ليس حديث الساعة ولا جديد. من البداية عندما دعت القيادة الشرعية اليمنية التحالف العربي بقيادة السعودية، الهدف هو أن يتحقق السلام والأمن لليمنيين واليوم هم نفس الكلام، مع السلام إن أتى بالسلم وبالحوار والسياسة، وإن لم يتحقق إلا بالقوة فمؤكد لابد من القوة، ونحن على ثقة تامة كما قلت سابقًا من خلال تجربتنا ومعايشتنا لتنظيم جماعة الحوثي الإرهابي، الذي لا يقبل التعايش مع أحد بأنه لن يقبل السلام مع هذه الفئة إلا بالقوة، متى ما فرضنا السلام بالقوة سيتحقق السلام.
هل القوات المسلحة لديها هذه القناعة راسخة أن جماعة الحوثي لن تقبل بالآخر أو التعايش معه؟
إيمان راسخ لدى القوات المسلحة وتقريبًا عامة الشعب اليمني يعرفون بأن جماعة الحوثي لن تقبل التعايش مع أحد ولن يتصالحوا مع أحد ولن يصلوا إلى سلام مع أحد؛ إلا بالقوة، وهذا مذهبهم ومشروعهم، مشروع دماء وقتل، مشروع كذب ودجل، مشروع لا أخلاقي لا في الإسلام ولا في الإنسانية، فلا ينفع معهم الحوار. يكذبون -كما قال أحد الإعلاميين- كما يتنفسون، وهذه حقيقة لا يستطيع أن ينكرها أحد.
هناك قناعة بأنه لو توحدت الشرعية من اليوم الأول.. وهذا ما استبشر به الناس عند قدوم مجلس القيادة الرئاسي أنها ستكون هيكلة للجيش وغيرها .. لكن للأسف أن الخطى لا زالت بطيئة جدًا .. فما أسباب ذلك؟
الذي يقول أن الشرعية غير موحدة جانب الصواب، الشرعية موحدة، والذي يقول أنها غير موحدة هذا يهرب من الحقيقة والحق والوقوف إلى جانب الشرعية وإلى جانب الحق، لدينا مجلس قيادة تحت قيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكل القوى الفاعلة والتي تقاتل ضد تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية موجودة في هذا المجلس، واليوم لدينا غرفة عمليات مشتركة، تنسق وتنظم التعاون بين كل القوى، القوات المسلحة التي هي منضوية تحت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان موحدة ومنظمة ومرتبة وجاهزة لأي أمر يصدر من القيادة وكذلك بقية القوى.
هل يقول قائل أن هناك قوة من القوى الموجودة في الساحة التي تقاتل ضد الحوثي لا تريد أن تقاتل الحوثي؟؟
كلهم متفقون على هدف واحد، وإذا كانت هناك آراء أخرى أو أفكار أخرى فهي ثانوية، أما الشيء الرئيسي لدى الجميع هو مقاتلة الحوثي والقضاء على تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية ومشروع إيران في اليمن، ثم إن هناك تباينات في الأفكار وفي الآراء وهي ثانوية، وهذه الأمور موجودة حتى داخل الأسرة وموجودة في العالم كله، ونحن بلد ديمقراطي والديمقراطية أعطت الحرية للناس، وسمحت لكل شخص أن يعبر عن رأيه، لكن لن تجد أي من هذه القوى من يقول لا أريد أن أقاتل الحوثي ولن أقف ضد الحوثي، هذا الكلام غير صحيح.. وكل الناس متفقون أن الحوثي عدو لكل اليمنيين، وأنه يجب قتاله ويجب التخلص منه وهذا يكفينا، أما الآراء الأخرى والرؤى والمطالب الخاصة، فكل لديه رؤى ومطالب وكلها ثانوية وكلها سنناقشها ونتكلم عنها فيما بعد..
الانطباع العام لدينا أنه ليس هناك توحد في غرفة العمليات المشتركة.. تحدثت عن غرفة عمليات مشتركة وأصبحت موحدة.. هل هذه معالجات تمت قريبًا أم منذ فترة؟
بالنسبة لغرفة العمليات المشتركة تعمل الآن وتنسق وهناك تنسيق تام بين كل القوى العاملة تحت مظلة الشرعية بإشراف القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وبالتالي لن تكون المعركة القادمة مثلما قلت في جبهة ولا في قطاع أو محافظة، وستكون القوة كلها تحت سيطرة وتنسيق هذه الغرفة.
التحالف العربي.. هل لازال بتلك الوقفة التي بدأها في عاصفة الحزم أم أن هناك تراجع نوعًا ما؟
من يشكك في التحالف العربي وعدم استمراره ودعمه لليمن واليمنيين فهو جانب الصواب، التحالف بقيادة السعودية مهتمون بالقضية اليمنية وأمن اليمن واستقرارها، ويعملون ليل نهار من أجل ذلك، ويعلمون أنه من الأهمية بمكان أن يكون اليمن آمن ومستقر وموحد من أجل الوطن العربي بشكل عام وليس من أجل اليمن لوحده، اليمن يهمهم لكن فوق ذلك استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة.
ما هو موقف القوات المسلحة مما يحدث في البحر الأحمر والوضع هناك؟
بالنسبة لنا في القوات المسلحة تقييمنا بأنه ما كانت تتكلم عنه قيادتنا الشرعية السابقة والذي قبلها واللاحق لها، تكلموا جميعهم مع الإقليم ومع العالم أن هناك خطرًا إيرانيًا ليس خطرًا حوثيًا، وانما خطر إيراني كبير يداهم اليمن، وبالتالي سيتأثر منه الإقليم والعالم؛ خاصة خطوط الملاحة البحرية، لكن حقيقة لم يلق نداء الحكومة استجابة كبيرة، ماعدا من وقفوا معنا وهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكل التحالف العربي، واليوم من صم آذانه عن نداء الحكومة يكتوي بنار الحوثي، واليوم تقييمنا لمعركة البحر أن الحوثي يبحث عن قشة يتمسك بها، الحوثي في بحر متلاطم الأمواج بين اليمنيين ويعرف أن صبر اليمنيين اليوم نفد، وسيصل إلى نتيجة وهي أن ينتفض الشعب اليمني ضده، فهو يبحث عن قشة يتمسك بها من أجل أن يخضع اليمنيين ويكذب عليهم بأنه يقف مع فلسطين.
فلسطين قضية العرب والمسلمين لن يتنازل عنها أي مسلم أو عربي أبدًا، لكن ما يقوم به الحوثي هو عبارة عن تغطية لجرائمه التي يرتكبها ضد اليمنيين، ويوهم البسطاء من الشعب اليمني أنه يقاتل عن فلسطين والفلسطينيين وكلها فقاعات كذب، واليوم المتأثر الكبير مما يحدث مما يعمله الحوثي في البحر هو الشعب اليمني، والشعب اليوم يخوض معركة ليس له علاقة بها، سيموت جوعًا، سيتأثر لديه الاقتصاد، سيتأثر جدًا مقابل أن الحوثي يبقى واقفًا وهو يدعي أنه يقاتل ضد اليهود.
نحن مع الشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة، وما يقوم به اليهود في فلسطين وفي غزة جرائم كبيرة لا يقبلها أي عقل بشري سوي، ونحن ضدها وضد ما يمارس ضد الفلسطينيين، لكن لو ننظر ما يحصل من الحوثي ضد اليمنيين سنجد أنه نفس العمل الذي يقوم به اليهود ضد الفلسطينيين يقوم به الحوثي من قتل وتدمير مقابل أن يخضعوا له ولحكمه ولابد أن يحكم بالحديد والنار وأن ذلك بأمر من الله، استغفر الله من هذا الادعاء الكاذب.
تصاعدت مؤخرًا، شكاوى جرحى القوات المسلحة من تعرضهم للإهمال وتأخير مرتباتهم ومستحقاتهم المالية، كيف تعاملتم مع هذه الشكاوى، وكيف يمكن حلها نهائيًا؟
طبعا القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية مهضومون في حقوقهم، وليس هناك من الحقوق التي يجب أن يحصلوا عليها ولا 20% أو أقل، لكن هؤلاء الأبطال لا يقاتلون من أجل المعاش، ولم يلتحقوا بالجيش من أجل المعاش، إنما من أجل قضية محورية وهدف سام هو ما دفع بهم إلى الالتحاق بالقوات المسلحة، سواء من الجيش السابق أو من المجندين الجدد، أتوا من أجل قضية اليمن واليمنيين، والحقيقة أن القيادة مهتمة بهذا الجانب، برواتب الجيش والأمن وتظهر اهتمامًا كبيرًا، لكن هناك مشكلة حقيقية لدى قيادتنا وهي ليست واقفة مكتوفة الأيدي؛ بل إنها تسعى بكل جد واجتهاد من أجل توفير متطلبات الأبطال، وسيكون المستقبل بإذن الله تعالى أفضل بكثير.
نثق كل الثقة في قيادتنا بأنها ستحل مشاكل كل متطلبات الجيش، سواء المالية او اللوجستية وما يخدم نجاح المعركة.
نثق كل الثقة أن قيادتنا مهتمة بذلك وأن المستقبل سوف يكون أفضل بكثير، وهذا وعد بإذن الله إذا أحيانا الله سنتذكر هذا الكلام وسيأتي الخير بإذن الله تعالى.
ندرك جيدًا دور وأهمية التكنولوجيا.. هل هناك تحديث للأسلحة وإدخال تكنولوجيا متطورة توازي على الأقل ما لدى الحوثي، فيكون هناك قوة ردع متوازنة بين الطرفين؟
هناك شيء مهم أهم بكثير من السلاح، وهو الإيمان بالقضية والقتال من أجل أسمى الأهداف، وهو تحقيق الأمن والاستقرار لليمن واليمنيين، من يؤمن بهذا المبدأ ويؤمن بأنه لا يجب أن يكون عبد وغيره سيد سينجح وسيكسب المعركة، وهم كثر ولدينا عامل آخر وهو الخبرة المتراكمة، يتفوق العدو صحيح في الصواريخ البالستية والطيران المسير؛ لأن الإيرانيين والمنظمات المخربة الداعمة له بعثت خبراءها من وقت مبكر وهم لازالوا في مطرة وفي مران، ودعموهم بكل أدوات الشر والقتل لليمنيين، لكن نقول إن قيادتنا والقوات المسلحة لدينا اليوم خبرات ولدينا أعمال ستكون إن شاء الله مبشرة بالخير، وأضف إلى ذلك أن أشقاءنا في التحالف العربي حفظهم الله يتعاونون معنا ويقدمون العون والمساعدة، وبإذن الله سيكون المستقبل أفضل من الماضي بكثير، والدرس أصبح مفهوم للجميع وكل الناس فهموه، وفهموا أنه لا مجال إلا أن نكون جاهزين لمعركة متكافئة، يكون الحسم والغلبة فيها للحق ولمشروع الخير ولتحقيق الأمن والاستقرار لليمن واليمنيين.
يصادف اليوم الـ18 من سبتمبر قبل عشر سنوات تشكيل مطارح مأرب .. في لحظة سقطت العاصمة وسيطرت عليها مليشيات الحوثي .. كيف تنظر إلى لحظة تشكيل مطارح مأرب؟
مطارح مأرب هي النواة والبذرة الطيبة التي قامت بها قبائل مأرب، سواء قبيلة عبيده على رأس الجميع، وقبائل الجدعان وقبائل جهم وبني جبر وقبائل مراد الأبطال وكل قبائل مأرب، في مقابل ردع وكبح جماح تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية التي اجتاحت أغلب المحافظات.
هذا الموقف الذي اتخذته قبائل مأرب وسلطتها المحلية على رأسها الشيخ المناضل الكبير سلطان بن علي العرادة هي من حفظت لثورة 26 من سبتمبر و الـ14 من أكتوبر ولكل اليمنيين كرامتهم.. هي الصخرة الصماء الصلبة التي انطلق إليها ومنها كل أحرار اليمن، وأوقفوا زحف تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، وسينطلقون منها إلى كل شبر في الجمهورية اليمنية ليحرروا ويعيدوا لكل اليمنيين أمنهم واستقرارهم وكرامتهم.
هذه الذكرى، لا شك بأنها ذكرى عظيمة يجب أن تخلد من ضمن منجزات ثورة 26 سبتمبر، فلولا الله سبحانه ثم ثقافة 26 سبتمبر التي غرست في نفوس أبطال قبائل محافظة مأرب وسلطتها لما وقفوا هذا الموقف.
الموقف موقف لكل اليمنيين ومحسوب أيضًا لمحافظة مأرب، ومحسوب لكل قبيلة من قبائل مأرب، هؤلاء الأبطال يستحقون منا وباسمي وباسم كل القوات المسلحة والأمن التحية والتقدير والاحترام في ذكرى مطارح نخلا، وعلى مر الزمان إن شاء الله إلى أن نلقى الله ونحن معهم وساندونا في كل المواقف، وفي كل المعارك التي خضناها وأبطال القوات المسلحة في مواجهة زحف تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية على مأرب التي جمع لها كل ما لديه من قوة بشرية وعتاد، ومع ذلك تم إيقافه بفضل الله، ثم بجهود القوات المسلحة والأمن والمقاومة وكل القبائل المناهضة لمشروع تنظيم جماعة الحوثي.
المطارح كانت نواة جعلت من كل من يريد أن يساعد اليمنيين أن يساعدهم، لأنك إذا أنت لم تساعد نفسك فلن يساعدك أحد.
التحالف العربي وعلى رأس الجميع المملكة العربية السعودية التي دعت للتحالف العربي، يستحقون منا كل الشكر وكل التقدير وأن يظل معروفهم وما قدموه لليمن في كل المجالات محفور في ذاكرة تاريخ اليمنيين، ونعرف ونعي أنهم لن يتخلوا عن اليمن واليمنيين أبدًا حتى يخرجوهم إلى بر الأمان وأن يتحقق كل ما يصبو إليه اليمنيون.
كان الموقف عظيمًا من قبل التحالف، وفي الحقيقة الذي لا يعترف بالحق فليس صاحب حق ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، التحالف العربي لولا الله ثم هو لكان اليمن اليوم زريبة تابعة لحوزات إيران؛ لكن بفضل الله سبحانه ثم جهود أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة وأشقائنا في التحالف العربي دحروا هذا المشروع وهذه الفكرة، وسنستمر بإذن الله تعالى حتى يتحقق كلما يتطلع إليه اليمنيون من الأمن والاستقرار والرخاء.
نشكرك على سعة صدرك وعلى قبول المشاركة معنا.. وإذا كان هناك أي رسالة أخيرة تحب أن تبعثها إلى الشعب اليمني أو القوات المسلحة فالوقت لديك؟
رسالتي إلى كل اليمنيين.. ثقوا أن الحق سينتصر، وأن الحق هو مشروع الخير الذي تقوده قيادتنا الشرعية وقيادة تحالف دعم الشرعية.. هذا المشروع الخير الذي يسعى لإنقاذ اليمنيين من حياة العبودية إلى حياة الحرية، ومن عبادة الإمام إلى عبادة رب الإمام، هذا هو المشروع الذي سينجح فكونوا على ثقة وكونوا على موعد مع النصر ولا تنهار عزائمكم .. اصبروا وصابروا ورابطوا وسيأتي النصر بإذن الله تعالى وسيعود لليمن الأمن والاستقرار، واليمن موعود بالخير موعود بالأمن والاستقرار مهما حصل.
شكرا لك.