قللت الباحثة في شؤون إدارة النزاعات، ندوى الدوسري، الثلاثاء 7 مايو/أيار، من أهمية تهديدات قيادات في جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، باستهداف منشئات النفط في محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن). 

وفي حديث خصّت به “برّان برس”، قالت “الدوسري” وهي باحثة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط للدراسات بواشنطن، إن تلك التهديدات “ليست مفاجئة” وتأتي في سياق تكتيكهم المعهود “التصعيد للحصول على المزيد من التنازلات”. 

وأضافت: “لقد تمت مكافأة سلوك الحوثيين السيئ من قبل المجتمع الدولي منذ عام 2014، وقد تعلمو الحوثيون أنه في كل مرة يصعدون فيها، يحصلون على المزيد من التنازلات. إنه مجرد تكتيكهم للحصول على ما يريدون وقد نجح معهم حتى الآن”. 

واستدركت المتخصصة في شؤون القبائل والحوكمة غير الرسمية في اليمن، ندوى الدوسري، حديثها بالقول: “ومع ذلك، ليس هناك شك في أن الحوثيين عازمون على التوسع في مأرب، والاستيلاء على كامل اليمن، لذلك يمكن فهم هذا التهديد أيضًا في سياق أجندة الحوثيين التوسعية وهدفهم المتمثل في السيطرة على البلاد بأكملها”.

والأحد الماضي 5 مايو/أيار 2024، لوّح قيادي في جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، باستهداف منشئآت النفط في محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، وإيقاف استخراج النفط من حقول صافر، على غرار ما حدث في محافظتي شبوة وحضرموت (شرق)، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الجماعة ما أسمته “المرحلة الرابعة” من التصعيد ضد السفن الإسرائيلية”.

الحوثيون والغرب

في سياق آخر، تحدثت “الدوسري” عن هجمات الجماعة المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب ضد الملاحة الدولية، سلوك الغرب والولايات المتحدة مع الحوثيين، وتعاطيه للملف اليمني، مؤكدة أن “الغرب يركز حاليًا بشكل أساسي على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”. 

وأردفت: “في الماضي، لم يكن هناك قلق كبير لدى صناع السياسة الغرب بشأن الحوثيين لأنهم اعتقدوا أنها مشكلة يمكن احتواؤها داخل اليمن، بالإضافة إلى أنه ليس لدى الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى سياسات تجاه اليمن، بل تتعامل مع اليمن باعتباره مشكلة سعودية يحتاج السعوديون إلى التعامل معها”. 

وفي حين نوهت إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تشكل وعي أكبر بين صناع السياسة الغربيين، بأن الحوثيين يشكلون تهديدًا للشحن الدولي والأمن الإقليمي، إلا أنها استبعدت أي تصعيد غربي أو أمريكي ضد الجماعة خلال العام الجاري. 

وقالت: “هذا عام الانتخابات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية، لذا فمن غير المرجح أن يكون هناك أي تصعيد ضد الحوثيين”.

و“ندوى الدوسري” هي باحثة أولى غير مقيمة في مشروع الديمقراطية في العالم العربي، وباحثة في شؤون إدارة النزاعات، وفي رصيدها خبرة تفوق 17 عاماً من العمل الميداني في اليمن، وهي متخصصة في شؤون القبائل والحوكمة غير الرسمية في البلاد.

ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي، تشن جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، هجمات بالصواريخ والمسيرات تجاه سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، أدت إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الرئيسي لإسرائيل تحالفا متعدد الجنسيات، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب.