برّان برس - رصد خاص:
استفز مقطع مصور متداول، لقيادي في جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، وهو يتوسل المرشد الإيراني "علي خامنئي"، اليمنيين، وأثار ردود واسعة على منصات التواصل الإجتماعي.
ويظهر المقطع الذي نشره حساب “خامنئي” على منصة “إكس”، واطلع عليه محرر “برّان برس” القيادي المعين من قبل الجماعة نائبًا لوزير الثقافة في حكومة صنعاء (غير معترف بها)، محمد حيدرة، وهو يتوسل “خامنئي” ويمجده ويطلب بركته والدعاء له.
وخاطب “حيدرة” الذي يشارك ضمن وفد حوثي في معرض للكتاب في طهران، "خامنئي" بعبارات توسل مثل قوله "يا قائدنا ننقل لكم تحيات السيد عبدالملك من اليمن وهو يحبكم ويبلغكم سلامه، وووو الخ"، بينما اكتفى "خامنئي" برد مقتضب عليه.
واستفز المقطع المصور مشاعر اليمنيين، الذي تحدث “حيدرة” بالنيابة عنهم وادعى لـ“خامنئي” أنهم “يحبونه ويعتبرونه رمزًا”، ورأوا فيه تأكيداً على ما يذهبون إليه دائماً عن “تبعية الحوثيين للنظام الإيراني، الذي يتعامل معهم كذراع وعميل فقط، لا ند، كدولة ونظام كما تدعي الجماعة في كل بياناتها المعلنة".
ورصد “برّان برس” جانبًا من الردود الغاضبة للنشطاء اليمنيين على منصات التواصل، حيث قال الكاتب والباحث "همدان العلي" في تعليقه عن المقطع: "بعض الأشقاء العرب والأصدقاء من غير الدول العربية يستغربون من قيام شخص يمني بالحديث مع الخامنئي بهذا التذلل".
وأضاف في تدوينة على منصة "اكس"، رصدها محرر “برّان برس”، أن "الحوثي محمد حيدرة يقول للخامنئي: قائدنا وإمامنا، ويتحدث بالنيابة عن اليمن واليمنيين ويقول بأننا نحبه".
وتابع: "هؤلاء لا يعرفون بأن كثيراً من القيادات الحوثية أصولهم فارسية (إيرانية) ومن بعض الدول العربية وليسوا من القبائل اليمنية (السكان الأصليين). وسبق وأكدت صحيفة إيرانية هذا الأمر" حد قوله.
وذهب “العليي” إلى القول بأن "هؤلاء غالبا هم من يتذللون للقيادات الإيرانية بهذا الشكل"، مشيراً إلى أن "المشكلة ليست في أصول قيادات هذه الجماعة الفارسية، أيا كانت جذورهم هذه ليست مشكلة، فالناس سواسية ولا فرق بين البشر، المشكلة هنا أنهم يتحدثون باسم اليمن ويدعون تمثيل اليمنيين ويفرضون عقيدتهم العنصرية علينا بالقوة والتجويع".
من جانبه، علّق المحامي والسياسي "محمد المسوري" بقوله: "هذا الحوثي محمد حيدرة، كان مجرد عسكري في المرور وها هو اليوم في أحضان الخامنئي الذي يصفه بنائب وزير الثقافة".
وأضاف "بداية الحرب عندما وصلت أخبار وصول السفينة الإيرانية التي لم تصل، كان محمد حيدرة أحد المرسلين من الحوثيين للحديدة لاستقبال السفينة"، لافتاً أن القيادي الحوثي كان حينها في حالة يرثى لها أي "في حالة سكر" مضيفاً "هؤلاء عبيد الخامنئي والنظام الإيراني".
أما الناشطة "ماجدة الحداد"، فقد علقت على "الفيديو" بأنه "ارتزاق وعمالة في أوضح صورها"، وقالت "الحوثي يهين نفسه ويتذلل لخامنئي ويكذب باسم اليمنيين".
وأضافت "نحن لا نحب خامنئي ولا ندعو له بل ندعو في كل لحظة أن الله يزيله وينصر الشعب الإيراني عليه".
استنكار عربي
الفيديو لم يستفز اليمنيين فقط، بل حتى مدونون عرب استغربو أن يكون “حيدرة” يمثل اليمنيين، حيث خاطبت الإعلامية وصانعة الأفلام الوثائقية الأردنية "نسرين الصبيحي"، خاطبت "حيدرة" بالقول: "أنت يمني يا هذا".
وأضافت: "ظهر نائب وزير الثقافة في حكومة الحوثيين محمد حيدرة بلا ثقافة، لحظةَ مرورٍ عابرٍ لعلي خامنئي في معرض الكتاب في طهران، ظهر حيدرة منبهراً مرتبِكاً، مردِّداً بضع كلماتٍ لا تزنُ جناح بعوضة، حتى أنه نسي تتمة اسم سيّده عبد الملك الحوثي".
وتابعت "ظهر حيدرة ممجِّدا علي خامنئي الذي أحرق رجاله أجساد أطفالنا ونسائنا ورجالنا في العراق وسوريا بصواريخ إيرانية، ظهر مفخِّما قائد إيران التي سيطرت واستباحت ودمّرت العراق ولبنان وسوريا واليمن، وعينها على باقي دولنا العربية".
واعتبرت موقف القيادي الحوثي بأنه “ذل وتبعية”، وخاطبت “حيدرة” بالقول: “كذبت حين ادّعيت أن اليمن واليمنيين يحبونه، فاليمنيون أكبر وأعظم من أن يحبّوا حفيد الفرس العدو التاريخي للعروبة والإسلام".
