
برّان برس - خاص:
يخوض 30 من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة لحج (جنوب اليمن)، معركة قضائية لاستعادة أراضيهم الممنوحة لهم من قبل الدولة، والتي تقدر بـ 150 فداناً، يحاول متنفذ الاستيلاء على ما يقارب الثلث منها.
وبحسب وثائق يملكها ذوو الاحتياجات الخاصة، اطلع عليها “برّان برس”، فإن الأرض التي تقع في منطقة الحسيني العلم، بمديرية تبن، صرفت لهم في العام 1998، إبان حقبة محافظ لحج الأسبق "منصور عبدالجليل"، وذلك كهدية لهم بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة.
وطبقاً للمحامين المدافعين عن الأرض، فإن موكليهم، يمتلكون وثائق ثبوتية، كما أن في حوزتهم أحكاماً قضائية، في حين نزل ممثلون عن هيئة محكمة الاستئناف في المحافظة، الثلاثاء الماضي، 27 مايو/ أيار 2025، لمعاينة مساحة الأرض المتنازع عليه، والتي يدعي بملكيتها متنفذ يدعى "هاني المزجاجي".
وقال المحامون لـ"برّان برس" إن “ممثل هيئة الأراضي غسان محمد قاسم، حضر مع هيئة محكمة الاستئناف، للاستماع إلى محاميي الطرفين، في الوقت الذي يصر فيه المتنفذ رجل الأعمال المزجاجي ومحاميه على أحقيته بالأرض المصروفة له كذلك من هيئة وعقارات الدولة".
المحامية، "ألفت بكيل مرشد"، وهي محامية عدد من ذوي الاجتياحات الخاصة، أوضحت أن موضوع النزاع، 35 فداناً، وتقع ضمن الـ 150 فداناً، الممنوحة لموكليها من الدولة، ومصادق عليها من هيئة أراضي الدولة.
وذكرت المحامية لـ "برّان برس" أن تلك الأرض ممنوحة لموكليها للانتفاع بها، حيث لكل فرد منهم، 5 فدادين، حسب عقود الانتفاع، الصادره من الهيئة العامة للأراضي م/لحج في العام 98م.
وأشارت إلى أنه تم توثيق تلك العقود أمام قلم توثيق محكمة الحوطة الابتدائية م/لحج، وأن استحقاقهم للأرض كذلك، بناء على أوامر من نيابة الأموال العامة، واللجنة المشكلة من قبل المحافظة، وذلك تقديراً لهم كحالة استثنائية لا يقاس عليها والأرض المحددة لهم من الدولة بموجب العقود والكشف.
ورغم ذلك، تقول المحامية ألفت بكيل، أنه تم تسليمهم 99 فداناً فقط، بينما بيقت 19 منها تحت تصرف هيئة الأراضي، و35 فداناً مع المتنفذ المزجاجي، مشيرة إلى صدور حكم من محكمة الحوطة الابتدائية لصالح موكليها، وأن المزجاجي يزعم أنه اشترى الأرض بعقد عرفي من شخص يدعى "عبدالله علي عبدالله داوؤد".
ولفتت إلى أن هيئة الأراضي تجاوبت في البداية، مع الحكم، وأصدرت عدة مذكرات إلى محافظ لحج ونيابة الأموال العامة، وضحت فيه أن المزجاجي هو المعتدي على أرض ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت: "إلا إننا تفاجأنا بعدها بقيام الهيئة باستخدام سلطتها الممنوحة، وقامت بإصدار مذكرة بوقف تنفيذ الحكم، وقامت بالصرف وتسليم محضر الأرض بمساحة (35) لهاني المزجاجي.
وأوضحت أن مذكرة وقف تنفيذ الحكم أصدرته الهيئة، رغم دخول القضية المحكمة، ووجود مذكره صادرة من محكمه الحوطة الابتدائية، بوقف أي إجراءات صرف إلا إن الهيئة لم تلتزم لأوامر القضاء.
بدوره تحدث "هاني سالم"، وهو أحد الوكلاء القانونيين عن ذوي الاحتياجات الخاصة، عن وضعهم الإنساني بالقول: "غالبية المعاقين طريحو الفراش ومستحقون لأبسط دعم نظير ظروفهم المعيشية الصعبة، لا سيما تمكينهم مما تبقى من أرضهم المقدرة بـ 35 فداناً، تحت يد المتنفذ المزجاجي و 16 فداناً متحفظ عليها من هيئة أراضي الدولة ولم تمنحها لهم، رغم صدور حكم قضائي بذلك".
وقال لـ"برّان برس"، إن "المنطقة التي تقع فيها الأرض المستحقة، منطقة مهمة، مما جعلها محط أطماع البعض"، مستنكراً ما يتعرض له المعاقون من حملات إساءة وتعد وصلت إلى القول بأنهم لا يستحقون هذه الأرض المهمة.
وأضاف: "أننا من أبناء المنطقة ولسنا غرباء، وقد صرفت الأرض لنا بطرق قانونية وعبر القنوات الرسمية، وتم إصدار حكم محكمة يوافق على موقفنا وحقنا فيها"، داعياً الجميع إلى تمكينهم مما تبقى من أرضهم والتي تبلغ 51 فداناً وعدم استضعافهم.
في السياق، عبرت "يسرى كرد"، وهي عضوة جمعية المعاقين، عن استيائها من محاولات الاستيلاء على جقهم، مشيرة إلى أنها وزميلها "فكري حبيش" والذي قد توفي من أوائل مؤسسي الجمعية، وقد منحت لهم الأرض كهدية في عيد المعاقين.
وأضافت، وهي المصابة بالشلل منذ صغرها، وترقد في منزلها، إن هناك من سهل للمعتدين البسط على أراضيهم المصروفة لهم، مؤكدة أن عدداً من المعاقين تعرضوا للاعتداء مرات عدة أثناء نزولهم إلى الأرض من قبل الباسطين عليها بقوة السلاح.
وقالت: "إننا معاقون ضعفاء لا نقدر على المقاومة بالمثل، رغم أن الأمر ليس فيه أي لبس، فالـ 30 معاقاً، مثبتة إعاقتهم، ومستحقون للأرض بأوراق ثبوتية مصدقة من المحكمة، وأن ما يحدث هو بفعل الاستقواء، مناشدة الجميع بالوقوف إلى جانبهم وتمكينهم من أرضهم بغرض التصرف فيها.
إلى ذلك سرد لـ "برّان برس"، أحد المستفيدين من الأرض، وهو "عماد جماعي"، عن معاناتهم منذ العام 1998، مشيراً إلى أن هيئة الأراضي قالت لهم في البداية، بضرورة السكن في أرضهم والتي مكثوا فيها ثلاث سنوات.
وخلال تلك السنوات ورغم إعاقتهم إلا إنهم تعرضوا للسجن وفق ادعاءات المتنفذين، إلا إنهم كل مرة يتم الإفراج عنهم لحالتهم الإنسانية، إضافة إلى امتلاكهم للأوراق الثبوتية، مشيراً إلى وفاة 4 من زملائه، يبحث اليوم معهم ورثتهم عن حقهم كاملاً غير منقوص.
"جماعي" وآخرون تحدثوا لـ "برّان برس"، أكدوا ضرورة النظر إلى قضيتهم، ومراعاة ظروفهم الصحية، مطالبين الجهات المختصة، خاصة محكمة الاستئناف مساعدتهم وإنصافهم، مبدين ثقتهم الكبيرة واحترامهم للقضاء الذي سبق وأن أنصفهم وذلك في المحكمة الابتدائية.