برّان برس - استطلاع خاص:
يصادف، اليوم الأربعاء 1 مايو/آيار، عيد العمال العالمي، في وقت يواجه فيه عمال اليمن تداعيات أوضاع صعبه، نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ اجتياح جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2015م.
وتقدر مصادر نقابية عدد العاملين بالأجر اليومي في اليمن بـ 8 ملايين شخص، أصبحوا عاطلين عن العمل بفعل الانقلاب والحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، والتي أحالتهم إلى “خانة الفقراء”.
وفي عيدهم العالمي، استطلع “برّان برس”، آراء عدد من العمال اليمنيين وانطباعاتهم في هذا اليوم، واللذين قالوا في المجمل إنه لا يعنيهم هذا اليوم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، وانعدام فرص العمل.
يوم بلا قيمة
“م. ص” مدير إدارة في إحدى وزارات حكومة جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب (غير معترف بها)، ويعمل "عامل بناء"، يقول إن اليوم العالمي للعمال “يوم من أيام الدنيا لامعنى له في ظل الحرب والشتات الذي يعيشه المواطن وغياب فرص العمل”.
ويضيف في حديث لـ“برّان برس” متسائلا: “عن أي يوم عيد تحدثونا أو يمكن نتحدث، لاعيد بعد انقطاع المرتبات، فعيدنا بعودة الراتب، رغم انه لن يعيد لنا ما تعرضنا له من السحق”.
أما “معاذ صالح” "وهو “عامل بناء” فعيده هو “اليوم الذي يجد فيه عمل”. وقال: “أن تظل عاطلا لفترة طويلة نتيجة انعدام فرص العمل، فاليوم الذي تجد فيه العمل هو يوم العيد ليس عليك بل على أسرتك، رغم أن المقابل ضعيف ولا يفي بأبسط المتطلبات”.
قناص حوثي
“عبدالله محمد” تخرج من الجامعة وبعد عام حصل على فرصة عمل محاسبا في “محل تجاري“، وعمل فيه لخمس سنوات، عاش خلالها وأسرته “مستور الحال”، قبل أن يحاصرهم قناص تابع للحوثيين وأجبرهم على إغلاق المحل، حسب قوله.
ويضيف في حديثه لـ“برّان برس”: “تعرضت للإصابة برصاصة قناص حوثي لأني غامرت حفاظا على رزق أسرتي، وبعدها صعب عليا الأمر، ما دفعني للبحث عن فرص عمل أخرى، ولم أجد، واليوم أعمل يوم وأرقد أسبوع نتيجة غياب فرص العمل”.
معاناة وألم
بدوره، يقول “محمد مقبل”، وهو "مالك حراثة" إنه لا يعرف عن هذا اليوم شيء، مشيراً إلى أن كل ما يعرفه أنه كان يعمل بحراثته “أبدأ من هذا الوادي بمحافظة ذمار ولا أتوقف، وكل يوم يأتي رزقي، ومن سبع سنوات تدهورت حالتي وحراثتي بسبب غلاء الديزل”.
عيد غيرنا
“عواد محسن” ثلاثيني قضى عقد ونصف من عمره في محافظة شبوة (شرقي اليمن)، يعمل في محل تجاري مع والده، وبعد وفاة والده أصبح يعول أسرته من المحل.
يقول “عواد” لـ“برّان برس” عن اليوم العالمي للعمال إنه “عيد لغير اليمنيين أما اليمني لا يعرف من العيد إلا اسمه والتزامات إضافية”.
وأضاف: “عواد منذ عام تقريبا نتعرض لمضايقات، وبلطجة أنستنا أيامنا الجميلة التي عشناها في شبوة”.
الإنقسام النقدي
ومن شبوة إلى مأرب، حيث يعمل “وليد سلطان”، والذي بدوره وجه رسالة للحكومة في عيد العمال بالإهتمام بالعمال، وإنهاء الإنقسام النقدي الذي قال إنه أرهقهم.
ويضيف لـ“برّان برس” متحدثا عن معاناته مع الإنقسام النقدي: “تشتغل ثلاثين يوم، عشرين للصراف وعشر أيام للأولاد، ونحمد الله اننا نشتغل لكن يكسر ظهرنا الحولات”.