|    English   |    [email protected]

الرئيس الجنوبي الأسبق "علي ناصر محمد": الوحدة مثلت بداية حقيقية لليمن الجديد والموقعون عليها هربوا إليها ثم هربوا منها

الثلاثاء 21 مايو 2024 |منذ 6 أشهر
"علي ناصر محمد" "علي ناصر محمد"

بران برس:

قال الرئيس اليمني الأسبق "علي ناصر محمد"، الثلاثاء 21 مايو/ أيار 2024، إن "الموقعين على الوحدة هربوا إليها ثم هربوا منها"، مشيراً إلى أنهم “لم يحسبوا حسابات المستقبل فكان الحدث العظيم أكبر من تقديراتهم".

جاء ذلك في خطاب مصور للرئيس الأسبق "علي ناصر" بثه، اليوم، على صفحاته في التواصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى الـ 34 لتوقيع اتفاقية الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، هنأ فيه اليمنيين بهذه المناسبة والتي قال إنهم “رأوا فيها تحقيق حلم عظيم، وهدف نبيل، لطالما ناضل من أجله اليمنيون وفي سبيله".

وفي الخطاب الذي تابعه "برّان برس"، قال "علي ناصر" إن "الموقعين على الوحدة لم ينتهزا الفرصة التاريخية باستثمار القوة البشرية، والمادية والثقافية لليمن بل كانت لهم "حساباته الضيفة المتمثلة باقتسام السلطة والثروة، ورهانات الربح والخسارة الشخصية والحزبية".

وأضاف أن "الوحدة اليمنية مثلت بداية للثورة الحقيقية لليمن الجديد، وانتصاراً للشعب اليمني الذي بارك قيامها دون حتى الاستفتاء عليها وفقاً للدستور.

وقال إن "الشعب اليمني كان مستوعباً لدلالة الوحدة الاستراتيجية، فحمله ذلك إلى التأييد والمباركة لها، لأنها تمنحه القوة والمنعة في مواجهة المصاعب والتحديات في محيط لا يحتم الضعف والهوان"، حد تعبيره.

وأشار إلى أن يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية "من أيام التاريخ التي كتبها الشعب اليمني، بنضاله وتضحياته بدماء آلاف الشهداء من أبنائه المناضلين عبر الأجيال من ثورة سبتمبر وأكتوبر، والحرية والاستقلال على طريق الوحدة اليمنية".

وذكر أن الوحدة كانت “هدفاً نبيلاً وعظيماً للشعب اليمني، في الشمال وفي الجنوب"، لافتاً إلى أن “اللحظة التي أعلنت فيها الوحدة من مدينة عدن كان أبناءها وطلابها يهتفون للوحدة كل صباح، فهي لحظة تاريخية شديدة الأهمية بالنسبة لليمن والمنطقة والأمة العربية”.

وأوضح أن هذه المناسبة تأتي و"عدن" التي دخلت فيها الكهرباء قبل مائة عام تختنق بنار الحر والرطوبة، بسبب حرب الخدمات الممنهجة، والقاتلة، واصفاً إياها بالحرب العدوانية الكبرى، مضيفاً "وما ينطبق على عدن ينطبق على بقية المدن في الجمهورية".

وأشار إلى ضرورة إطفاء الحرائق في عدن وبقية المدن اليمنية، بإعادة النور والسرور إلى الشعب اليمني، وقال منتقداً "كان الأولوية أن يتم تركيز الاهتمام على إعادة الإعمار بدلاً عن المليارات التي صرفت في هذا الحرب من قبل تجار الحرب والموت والسلاح".

وواصل متحدثاً عن أزمة الكهرباء في عدن بالقول: "للعلم أننا مرينا بمثل هذه الأزمة في الثمانينيات ولكن حرصنا حينها على ألا ينقطع الضوء في المنازل أو تتوقف الثلاجات والمراوح وأطفانا المكيفات على جميع المسؤولين والمواطنين".

وأضاف "اتخذنا حينها بعض المعالجات التي حالت دون انقطاع الكهرباء أنذاك، لافتاً أن عدن حينها تلقت دعماً من الشيخ زائد بن نهيان حاكم الإمارات الذي ساهم بحل الأزمة بشكل نهائي بإقامة محطتين للكهرباء في خور مكسر والمنصورة".

وعاد للحديث عن الوحدة بأنه "كان اليأس ينال من الأمة العربية بسبب الفشل الذي منيت به محاولات التوحيد أو الوحدة خلال الفترة السابقة، حتى جاءت المفاجأة من اليمن، الذي قال إنه لطالما فاجأ الأمة بعنفوانه حتى في أشد حالات الوهن، التي تعيد له ولها الأمل بالمستقبل".

وأشار إلى أنه "جرى الالتفاف على الهدف العظيم، ومحاولة حرفه عن مساره والانسياق وراء الصراعات والخلافات بين الموقعين على الوحدة" بدلاً عن وضع استراتيجية للتنمية تحشد العناصر، والقوة المادية والبشرية التي صنعتها الوحدة المباركة".

وعن مرحلة ما قبل حرب صيف 94، قال "علي ناصر" إنه “بدلاً من معالجة الاختلالات التي رافقت قيامها، وما انتجته الفترة الانتقالية المحدودة، راهن طرفا الوحدة على خيار القوة والسلاح".

ولفت إلى أن القوى الوطنية والاجتماعية “رأت بحدسها السياسي والوطني، الخطر الذي يحيق بالوطن والوحدة فأذعنت للاحتكام للغة الحوار، الذي انبثق عنه التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق، والتي وقعت في العاصمة الأردنية عمان، من كافة الأحزاب والشخصيات الوطنية والاجتماعية".

ووصف الوثيقة بأنها كانت "تحمل مشروعا وطنيا لبناء الدولة الجديدة، ولكن جرى الالتفاف عليها قبل أن يجف حبرها من قبل الطرفين الرئيسين للصراع الذين لم يكونا صادقين لا في اتفاقية الوحدة، ولا في توقيع هذه الوثيقة التي أجمعت عليها كل القوى الوطنية والاجتماعية مما أدى إلى حرب 1994".

وأردف: "وكان أن دفع اليمن والشعب ثمن هذه الحماقة، وكانت الكلفة غالية جدا منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، ونحن ندفع الثمن لأن بعض السياسيين بكل أسف لم يستشعروا الأهمية الاستراتيجية للوحدة اليمنية، ولا قدرة شعبهم على مدى تحمل كلفة صراعاتهم وحروبهم، العبثية للوطن وعلى الوطن".

وقال إن رهاناتهم وأطماعهم “أدت إلى النتائج الكارثية التي نلقاها وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس، وأكثر من حكومة وأكثر من برلمان وأكثر من جيش، وها هي الحرب تدخل عامها العاشر" مشيراً إلى ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في حين أن اليمن يمتلك الثروة، إلا أن هناك أكثر من 18 مليونا بحاجة للدعم الغذائي".

ويحتفي اليمنيون، غدا الأربعاء 22 مايو/أيار 2024، بالعيد الـ 34 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990 وسط استعدادات شعبية لإحيائها في عدد من المحافظات اليمنية، وحراك دولي لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

وفي الـ22 من مايو 1990، توحّد شطري اليمن، بعد نجاح “ثورة 26 سبتمبر 1962” ضد نظام الإمامة شمال البلاد، وثورة “14 أكتوبر 1963” ضد الاستعمار البريطاني جنوبًا. واعتبرت الوحدة اليمنية تتويجاً لنضالات الشعب اليمني ضد الاستبداد والاستعمار، وتحقيقًا لتطلعاته في الحياة والاستقرار بعد سنوات من الانقسام.

ويأتي احتفال الشعب اليمني بالذكرى الـ34 للعيد الوطني للجمهورية اليمنية (22 مايو 1990)، في ظل أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، وفق وصف الأمم المتحدة، مع استمرار الحرب للسنة العاشرة على التوالي، وظهور دعوات للارتداد عن الوحدة الوطنية.

كما تأتي على وقع تحركات إقليمية ودولية وأممية حثيثة لدفع الأطراف اليمنية لتوقيع اتفاق لإنهاء الحرب، والتمهيد لسلام دائم وشامل في البلاد.

مواضيع ذات صلة