
بران برس:
قام ممثلو الجمهورية اليمنية في العاصمة السورية دمشق، السبت 26 أبريل/نيسان 2025م، برفع العلم اليمني على سارية السفارة اليمنية، إيذاناً بإعادة افتتاح السفارة ومزاولة مهامها اعتباراً من يوم الأحد القادم، 27 أبريل الجاري.
وذكرت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان تابعه "بران برس"، أن رئيس الوفد اليمني الزائر إلى العاصمة دمشق، السفير عبدالله الدعيس، ومعه القائم بأعمال السفارة اليمنية بالنيابة في دمشق، المستشار محمد بعكر، قاما برفع علم الجمهورية اليمنية على سارية السفارة.
وبحسب البيان، تخلل الحفل عزف النشيد الوطني وإلقاء كلمات ترحيبية أكدت دلالة ورمزية هذه اللحظة التاريخية، وأبرزت عمق العلاقات والأواصر التاريخية التي تجمع البلدين، والتطلع نحو مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات.
وخلال الحفل، عبّر مدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السورية، محسن مهباش، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث التاريخي الهام في مسيرة البلدين، مشيراً إلى الروابط الأخوية التي تجمعهما.
وشدد على أن تعليمات القيادة السورية تقضي ببذل كافة الجهود اللازمة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.
كما عبّر أبناء الجالية اليمنية في دمشق عن فرحتهم الغامرة بمشاركتهم في حفل إعادة الافتتاح واستئناف السفارة عملها، وتطلعهم لتسهيل الخدمات القنصلية المقدمة بعد سنوات من الانقطاع.
وأمس الجمعة 25 أبريل/نيسان 2025م، وزارة الخارجية اليمنية أعلنت، عن استئناف عمل سفارة الجمهورية اليمنية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من يوم الأحد القادم، 27 أبريل الجاري.
وذكرت الخارجية اليمنية، في بيان تابعه "بران برس"، أن استئناف عمل السفارة "جاء تنفيذاً لتوجيهات الوزير شائع الزنداني، ونظيره وزير الخارجية في الحكومة السورية أسعد الشيباني، حيث تم تكليف المستشار محمد عزي بعكر قائماً بالأعمال بالنيابة".
وشددت الوزارة على أن عودة السفارة لمزاولة مهامها، بعد أن سيطرت عليها جماعة الحوثي المصنفة دولياً ضمن قوائم الإرهاب منذ العام 2016م بدعم من النظام السوري السابق، تمثل لحظة تاريخية ودبلوماسية فارقة في علاقات البلدين.
وكانت جماعة الحوثي قد استولت على مقر السفارة اليمنية في سوريا عقب اجتياحها للعاصمة اليمنية صنعاء وانقلابها على الحكومة الشرعية في 21 سبتمبر/أيلول 2014، مما أدى إلى تأزم المواقف العربية مع النظام السوري آنذاك.
وتسلمت الجماعة مبنى السفارة اليمنية في دمشق عام 2015، عبر بعثة دبلوماسية أرسلتها حينها، كما حدث في العاصمة الإيرانية طهران، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة اليمنية واعتبرته "مخالفاً للمواثيق والأعراف الدولية".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت الحكومة اليمنية أنها تبلغت رسمياً بقرار الحكومة السورية إعادة تسلم مقرّ سفارة الجمهورية اليمنية في دمشق بعد إخراج ممثل جماعة الحوثي منه ومغادرته بناءً على طلب السلطات السورية، بالتزامن مع توجه نظام الأسد لإعادة تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق، عقب سيطرتها على مدن أخرى، لينتهي بذلك عهد نظام الأسد الذي دام 61 عاماً من حكم سوريا عبر حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومع سقوط نظام الأسد، أعلنت عدة دول عربية وأجنبية اعتزامها إعادة تفعيل سفاراتها في دمشق، خصوصاً الدول التي كانت علاقاتها متوترة مع نظام الأسد الذي انتهج سياسة طائفية متوحشة ضد الشعب السوري وارتكب مذابح دامية طوال العقد الماضي.